كيف نتعامل مع الأحداث التي حولنا
من الصعوبة أن نتجاهل الحقيقة التي نراها أو الواقع الذي نعيشه ، ولكن من الممكن أن نغير الحقيقة على حسب ما نريد ونضحك على غيرنا ونقنع أنفسنا إذا تصورنا ذلك فهناك صنف من الناس يتعاملون بهذا المبدأ وهذا المنهج فالأمور لديهم منكوسة ومقلوبة ، والله المستعان.
ومن الغريب والعجيب أنه يتجاهل الآخرين والواقع الذي يعيشه ويدعي ويزعم أن غيره متخلف أو معقد ويرمى عليهم التهم والأوصاف التي تخدم مبدئه وفساد رأيه الذي يناظر من أجله وعلى هذه الطريقة نرى صور متعددة ومتنوعة ومختلفة من فكر أو منهج أو رأي شاذ وضال ، ولا أريد أن أعين أشخاص بأسمائهم أو فئة أو بلد معين فالمسلم الفطن هو الذي يعرف طريقة أولئك ومنهجهم فالمتأمل للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يجد أنه ذكر أكثر من آية أو حديث لبيان صفات المنافقين والكافرين وكيفية التعامل معهم.
إذن فالإسلام يحارب ويفضح ويحذر من فئة لها أوصاف معينة ، ومن أفكار ضالة فالأسماء تختلف وتتغير من وقت لآخر ومن ظرف لآخر .
ومن يتأمل الأحداث التي تحدث حوله ويشاهد ما يدور في الساحة يدرك أن هذا المنهج منهجاً قيماً للتعامل مع هذه الأحداث والفئات ، وحتى يكون المسلم مأصلاً شرعاً وتتضح له الصورة أكبر وأكثر يرجع إلى ما ورد من صفات المنافقين والكافرين في الكتاب والسنة فيرى ما يشكل عليه ويعرف كيف يتعامل معها بالطريقة الشرعية الصحيحة وتكون له منطلقاً وعلامة بارزة وواضحة وفارقة بين الإسلام والإيمان والنفاق والكفر.
وبهذا يتبين لنا أيها الأحبة المنهج الشرعي في التعامل مع هذه الأحداث التي تمر بها الأمة فلقد تكاثرت وتنوعت واختلفت فصعب التعامل معها عند بعض الأخوة ، ومن هنا أردت التوضيح والبيان وإرجاع الأمور إلى أصلها ، وبهذا يسهل الأمر على من سهله الله عليه.
قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (سورة البقرة الآيات رقم 204 ، 205 )
اللهم أصلح أحوال المسلمين ، وأصلح فساد قلوبنا يا حي يا قيوم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى