![]() |
(فأبى أكثر الناس إلا كفوراً) .. تفسير .. تفسير العالم الشنقيطي -رحمه الله- لــ:(فأبى أكثر الناس إلا كفوراً) -هام جداً- فهذا تعليق يسير للعالم محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) ، وقد ذكر -رحمه الله- تنبيه مهم- في أصل مسألة نسبة المطر إلى فاعله ومقدره الله جل جلاله ، ومن لم ينسبه إليه فهو................ . يقول -رحمه الله-: ولا شك أن من جملة من أبى منهم إلا كفوراً الذين يزعمون أن المطر لم ينزله منزل هو فاعل مختار ، وإنما نزل بطبيعته ، فالمنزّل له عندهم : هو الطبيعة ، وأن طبيعة الماء التبخر ، إذا تكاثرت عليه درجات الحرارة من الشمس أو الاحتكاك بالريح ، وأن ذلك البخار يرتفع بطبيعته . ثم يجتمع ، ثم يتقاطر . وأن تقاطره ذلك أمر طبيعي لا فاعل له ، وأنه هو المطر . فينكرون نعمة الله في إنزاله المطر وينكرون دلالة إنزاله على قدرة منزله ، ووجوب الإيمان به واستحقاقه للعبادة وحده ، فمثل هؤلاء داخلون في قوله: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) بعد قوله: ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ ) . وقد صرح في قوله : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ ) أنه تعالى ، هو مصرف الماء ، ومنزلة حيث شاء كيف شاء . ومن قبيل هذا المعنى : ما ثبت في صحيح مسلم من حديث زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- قال: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبح بالحديبية في أثر السماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : "هل تدرون ماذا قال ربكم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " قال: أصبح من عبادي مؤمن بي ، وكافر بي : فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب " هذا لفظ مسلم رحمه الله في صحيحه ، ولا شك أن من قال : مطرنا ببخار كذا مسنداً ذلك للطبيعة ، أنه كافر بالله مؤمن بالطبيعة والبخار . والعرب كانوا يزعمون أن بعض المطر أصله من البحر ، إلا أنهم يسندون فعل ذلك الفاعل المختار جل وعلا ، ومن أشعارهم في ذلك: ـ قول طرفة بن العبد : لا تلمني إنها من نسوة رقد الصيف مقاليت نزر كبنات البحر يمأدن إذا أنبت الصيف عساليج الخضر فقوله : بنات البحر يعني : المزن التي أصل مائها من البحر . ــــــــــــــــــ ـ وقول أبي ذؤيب الهذلي : سقى أم عمرو كل آخر ليلة حناتم غرماؤهن نجيج شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج ولا شك أن خالق السموات والأرض جل وعلا ، هو منزل المطر على القدر الذي يشاء كيف يشاء سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً . ـــــــــــــــــــــــــ ـ [انتهى من أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعالم محمد الأمين الشنقيطي] . |
رد: (فأبى أكثر الناس إلا كفوراً) .. تفسير .. الله يجزاك خير ياخوي فهد ... وبارك الله فيك وفي جهودك. |
رد: (فأبى أكثر الناس إلا كفوراً) .. تفسير .. أثابك الله اخي فهد على ذا الموضوع الرائع الطاهر لتفسير وتوضيح آية لنا جُزيت خير الجزاء |
رد: (فأبى أكثر الناس إلا كفوراً) .. تفسير .. اقتباس:
حياك الله أستاذ عايض .. وشاكر لك مرورك وتعليقك الجميل .. |
رد: (فأبى أكثر الناس إلا كفوراً) .. تفسير .. اقتباس:
حياك الله أستاذ ميس الريم .. وشاكر لك مرورك وتعليقك الجميل .. |
الساعة الآن 11:41 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By
Almuhajir