مجالس الفرده - عــلى ماذا تدل هذه المصيبه

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله لا راد لقضائه ، ومذيق بأسه لمن طغى في الأرض وأعلن فساده ، والحنان المنّان لمن طرق بابه ، والصلاة والسلام على من فاح ريحانُ ريحه ، وشذى عنبرُ ورده ، بأبي هو وأمي من سكنتُ بجواره ، وبعد :

لقدْ شَعُرَ الجميع في ( مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) حفظه الله من رجس المشركين ، وولغ المُبطِلين ( بهزّةٍ أرضية ) بقدر الله ، ومما حدّثت به المراصد الجوية من بُركان العيص ، وهزات يُنبع وأملج القريبة من طيبة الطيبة التي مّن الله عليها ( بمحميات دينية واقتصادية وعلمية واجتماعية ) كما دلّت على ذلك الأحاديث النبوية الشريفة ..

فعند حدوث الهزّة ( تذكرت قولَ ربّ البرية ) في سورةِ الأنفال ((وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ))

قال الشوكاني رحمه الله في ( فتح القدير ) : ((قال ابن عباس، كان فيهم أمانان: النبي صلى الله عليه وسلم، والاستغفار، فذهب النبيّ صلى الله عليه وسلم، وبقي الاستغفار. و عن أبي موسى الأشعري، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " أنزل الله عليّ أمانين لأمتي ** وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ } الآية، فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار " وأخرج أبو الشيخ، والحاكم وصححه، والبهيقي في شعب الإيمان، عن أبي هريرة قال: كان فيكم أمانان مضى أحدهما وبقي الآخر، قال ** وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ } الآية .. ))
وقال ابن عاشور في ( التحرير والتنوير ) : ((وقد دلت الآية على فضيلة الاستغفار وبركته بإثبات أن المسلمين أمنوا من العذاب الذي عذب الله به الأمم ))

وقال مجاهد رحمه الله ((وما كان الله معذِّبهم وفي أصلابهم مَن يستغفر الله ))

فأكثروا يا أهل المدينة وجميع المناطق من التوبةِ والاستغفار ، والرجوع الصادق للعزيز الغفّار
ومُحاربةِ الفجور والسفور ، وليتّعظ ويعتبر أهل البوادي والديار ، ولا يأمَنُ مكرَ الله ِ إلا الفُجّار ، والدعاءِ المتواصل ليلَ نهار ..!

وتذكّروا قول الله ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )) ولا تنسونا من دعائكم أيها الصالحون المصلحون ..!

(فعتبرو ياأولي الأبصار)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد