مدار الشمس

مدار الشمس
قطرات الروح
رشيد محمد الفريدي

بداية
للشاعر صنيتان المطيري:

دنياك هذي كلها دمعتيني

دمعة لقاء.. والثانية دمعة فراق

أجل فالحياه لا تخرج عن هاتين الدمعتين
حيث تظل حالة حتمية يمر بها ابن آدم ورغم الفرق الشاسع بين الحالة الأولى والثانية إلا أن الدموع هي أصدق من يترجم المشاعر إذا عقدت الدهشة لسان الإنسان. ولاشك أن من عانى لهيب الشوق وحرارة الوجد وطال به النوى عمن اشتاق لرؤيته فعند اللقاء.. تتعانق الأرواح قبل الأجساد وتذوق قطرات الروح لتختصر كل المشاعر.. والعبارات.
وفي الحالة الثانية يمر الإنسان بأقسى لحظات العمر فيتقطع قلبه ألماً وتنازعه روحه عند فراق من يحب وعندها تنحدر على خد المودع دمعه حارة لتصبح قطرات الروح هي القاسم المشترك بين اللقاء والوداع الذي يتبدى فيه الفراق السرمدي..
إن الدمعة سمة من سمات الرحمة وترجمة لحديث الروح..
وقد بكى صفوة الخلق عليه الصلاة والسلام ونظل نردد قوله صلى الله عليه وسلم: (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن..) وقد بكى العظماء والعلماء والقادة وأقل الناس رحمة وإنسانية من تحجرت قلوبهم فأصبحت أقسى من الحجارة.. ولاشك أن (الراحمون يرحمهم الله)
(حقيقة علمية)
لقد أثبت العلماء أيها الأحبة أن دموع الحزن أشد ملوحة من دموع الفرح وكلا الدمعتين وجهان للروح وصورة من صور الرحمة.
قبل السفر..

يااللي سكنتي بالبحر ونحور زينات النحور

قبل السفر باودعك لو كنت ماحب الوداع

لا ترتجين لجيتي.. قلبك مسامع ومعذور

يمكن محطات الزمن يصدف بها معك اجتماع

رغم الفراق السرمدي ينتابني دايم شعور

إنك بداية الأمل.. وانك متاهات الضياع

ولولا مطاليع القمر ما حد عرف قدر الشهور

واللول بأعماق البحر مخلوق للدنيا متاع

مدار الشمس
رسائل من القلب...
رشيد محمد الفريدي

بداية : يظل نبض القلم هو سفير العقل ولسان النوايا كما أنه مرفأ القلوب الذي يلتقي فيه الأحبه على اختلاف رغباتهم وأفكارهم وطموحاتهم لذلك يسعدني أن أصافحكم من خلال هذه الزاوية والتي أعود من خلالها إلى عشقي جريدة «الجزيرة» وأتنفس عبر رئة مداراتها أكسجين الحياة وأتفيأ ظلال الشعر والكلمة وأعانق تاريخ العرب وموطن التاريخ.

الرسالة الأولى

إلى الصحفي المتألق والكاتب الموهوب.. صاحب الكلمة المجنحة والأسلوب السلس والعبارة المميزة... عبدالرحمن العتيبي الذي نقرأ شخصه وفكره من خلال زاويته (رفرفة) وأشكره من كل قلبي على إهدائه كتابه (على سبيل المقال) الذي احتوى على (ست وعشرين مقالة) هي جزء من مقالات زاويته التي جمعها في تحفة أدبية هي نتاج أفكاره وبصمة إبهامه وقد أسعدني هذا الإهداء وقرأته حتى الثمالة..

دمت لنا بهذا الإبداع يا حضرة الصحفي المحترف والكاتب الخلوق.

الرسالة الثانية

هي أيضاً رسالة شكر ووفاء وبطاقة عرفان إلى كل من جبر عزاء قلبي بوداع الرياض من خلال الاتصال أو الرسائل الهاتفية وأخص بالذكر كلاً من الشاعرين عبدالله حمد السبر وجميل العنزي اللذين شرفاني بمجاراة قصيدتي (وداع الرياض) ولا شك أنها صورة صادقة للمحبة والوفاء وسأحفظ جميلهم ما حييت وأدين لهم بالتقدير والاحترام.

مدار الشمس
عكس الاتجاه
رشيد محمد الفريدي

إن العقل والمنطق يوجبان على الإنسان السويّ والواقعيّ أن يسمي الأشياء بأسمائها، وأن يسير بخطى ثابتة، ومنهج واضح، وأن يدرك أهمية التعامل مع الآخرين.

ولا شك (أن لكل مقام مقالاً)، والواجب أن نخاطب الناس على قدر عقولهم؛ ولذلك يقول الخليفة علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -: (ما جادلت جاهلاً ألا غلبني)، وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: (أخطأ عمر.. وأصابت امرأة)؛ فلماذا لا نكون أكثر وضوحاً وصراحةً في حل مشاكلنا الثقافية والاجتماعية بعيداً عن هذه الضوضاء.

من المسؤول؟!

ما جعلني أكتب هذا المقال هو الظاهرة الصوتية التي يعيشها عالمنا العربي بشكل خاص، ولو حصرنا الموضوع في المجال الأدبي - على أقل تقدير - لوجدنا أن منابرنا الصحفية وإعلامنا المرئي والمسموع قد تحول إلى دوائر مفرغة من الجدل العقيم والنقاش الممل؛ حتى سئمنا التكرار والهرج والمرج، وتحولت برامجنا الجادة إلى صراع وتبادل للاتهامات وحرب ضروس بين الأقلام والعقول؛ فالكل ينتقد الساحة الشعبية وتجده بعد فترة محللاً للأسهم أو الرياضة، وبعد أن يتمرّس في المجادلة يجمع رؤوس أقلام عن بعض المصطلحات العلمية والسياسية والأجنبية ثم يدخل في مضمار السياسة؟! وهكذا. والمشكلة أن أوضاعنا كما هي حيث انتهت تلك النقاشات الحادة والمتشنجة بنفس نهاية ذلك البرنامج البائس الذي يسير عكس الاتجاه.

ولا أدري إلى متى ندور في هذه الدائرة المفرغة ونبقى (ظاهرة صوتية) على قول الشاعر:

ما به جديد كل ما قيل ينعاد

نفس الكلام اللي نقوله نعيده

ولكم صادق الود..

مدار الشمس
قاهر الإرهاب
رشيد محمد الفريدي

قبل كل شيء.. حمداً لله على سلامة قيصر الأمن وقاهر الإرهاب أمير الحلم والعطف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، كما أرفع أسمى عبارات التهاني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وإلى ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وإلى الأسرة الحاكمة وإلى عموم الشعب السعودي، وصدق الله العظيم الذي قال عز وجل: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، ونحمده على فضله ولطفه وكرمه؛ (فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).

لا شك أن هذا الاعتداء الآثم والعمل الجبان قد أقض مضاجعنا وهز قلوبنا؛ لأن المستهدف أحد رموز هذا الوطن العظيم رجل نذر نفسه من أجل أمن وحماية هذا الكيان، كيف لا وقد حمل على كاهله مهمة جسيمة ومهنة خطرة تتمثل في مصافحة الموت ومحاربة الإرهاب ومطاردة فلول رؤوس الفتنة حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بفضل الله ثم بفضل الجهود الجبارة التي يبذلها رجال الأمن البواسل. ولعل إنجازهم القريب وليس الأخير في القبض على 44 من هذه الفئة لهو أقوى دليل وأصدق شاهد، كما أن ما حدث يثبت لكل ذي عقل أن الإرهاب ليس له دين ولا مذهب وليس لاتباعه عهد ولا ذمة.

* تهنئة من القلب:

(يا اللي ورثت المجد عظم وغضاريف

لا ما ورثت المجد تاج وقطيفه)

يا قاهر الإرهاب بالفكر والسيف

الأمن يفخر فيك عدله وسيفه

راع الغدر ضاقت عليه المحاريف

وحقده تحوّل جوف جسمه قذيفه

والمملكة فرحت من السيف للسيف

ما دمت سالم فالخساير خفيفه

نجّاك ربي من جميع الصواديف

وتبقى جبل بين الجبال المنيفه

مدار الشمس
حاطب الليل
رشيد الفريدي

تظل الأمثال... بكل معانيها ولغاتها... خلاصة تجارب من سبقونا والمثل عبارة مختصرة تعطي دلالةً واضحةً ومختصراً مفيداً للعقلاء من الناس ودليلاً قاطعاً على عدم تكرار التجربة الفاشلة والوقوع في نفس الخطأ... لأن النتيجة معروفة مسبقاً وخير الكلام (ما قل ودل).

شفافية...

إن الشفافية والوضوح من أبرز سمات الواثقين من أنفسهم الذين يعشقون النور... وما زلت ضد كل مَنْ يتعمد الإساءة إلى الآخرين دون وجه حق خصوصاً إذا تعمد الإساءة المباشرة لشخص بعينه أو حاول تشويه صورته أو وصفه بعبارات غير لائقة ويجب أن يكون النقد الهادف موجهاً إلى خطأه سواء كان سلوكاً أو لفظاً, وفي نفس الوقت يجب أن يكون الشخص المنتقد (الموجه إليه النقد) هو الآخر واثقاً من نفسه وأن يقبل ويسمع الرأي الآخر برحابة صدر بعيداً عن المكابرة والتشنج والجدل العقيم.. ولا شك أن الإنسان صاحب المبدأ والهدف النبيل والرسالة السامية يتحمل مسؤولية النقد الهادف والتوجيه بالمجال الذي يفقه فيه ولديه من الفهم والخبرة ما يشفع له.

(هذا الشاعر.. حاطب ليل).

إن الشاعر الذي تحوي قصيدته أبياتاً أو معاني تسيء إلى الآخرين أو تشكك في مصداقية الشاعر وتناقضه أو حتى تلمح إلى سوء سلوكه أوقلة أدبه... أو حديثه عن أمور لا يفقه معناها ولا يدرك خطورة معناها بتجاوزه للخطوط الحمراء بأي شكل... يشبه حاطب الليل... الذي يجمع (ما هب ودب) دون أن يرى موطأ قدمه أو ماذا يقع تحت يده وقد يحمل بين حزمة حطبه آفة سامة... هذا إذا سلم من لدغتها فيجب على الشاعر العاقل أن يعيد حساباته ويتفقد قصيدته قبل أن يتناقلها الناس فتصبح ملكاً لغيره... وشاهداً عليه.

وقد يجد نفسه (حاطب الليل) الذي يردد مثلاً آخر مخاطباً نفسه (يا من شرا له من حلاله علّه).

حكمة المدار...

عقول الرجال تحت أسنّة أقلامهم.

(بيت الحكمة)

للشاعر الحكيم/ رشيد الزلامي:

يدلك على الرجّال هرجه ليا هرج

ويدلك على نيّات قلبه حراكاته

ولكم صادق الود

مدار الشمس
غيوم عابرة
رشيد محمد الفريدي

عندما يغمض الإنسان عينيه.. مسترخياً ويستعرض شريط حياته ويعيد ذاكرته للوراء معيداً في نفس الوقت النظر في مراحل هذه الحياة ليجدها أشبه بالغيوم العابرة.. فالأيام بحلوها ومرها تسرق العمر الحقيقي وتتقدم به إلى النهاية المحتومة والمفاجئة لمن رسم الآمال العريضة وانشغل قلبه وعقله بتحقيقها..
ورغم تعرضه للكثير من الصعوبات والتجارب القاسية ويمر بلحظات سعادة قصيرة العمر يعتبرها أسعد أيام حياته.
ومن حكمة الله أنه أنعم علينا بنعمة النسيان التي تخدر آلامنا ولكنها لا تنسينا جميع اللحظات أو المواقف.
(وجهة نظر)
أحبتي.. لماذا لا نعيد حساباتنا.. ونصحح أوضاعنا مع أنفسنا ومع الآخرين ونتغلب على مطامع النفس لنكسب رضا الله عز وجل قبل أن نكسب رضا الناس ونعامل الناس بما نحب أن يعاملونا فيه.
حكمة المدار
الصخور.. تسد طريق الضعفاء.. ويتكئ عليها الأقوياء.
نهاية المدار

ترى مال الردى ديره.. ولا مذهب ولا دستور

وترى الصده طبيعيه من الرديان تجرا لك

وترى الدنيا بها جاهل.. بها حاقد.. بها مغرور

ونصيحة تترك الجاهل ولو تعطيه من مالك

حصاد اللي زرع زرعه يعود لزرعه المبذور

ولا منّك زرعت الطيب تلقى الطيب بعيالك

مدار الشمس
من هو؟! (شاعر المليون)
رشيد محمد الفريدي

قد يكون هذا البرنامج هو الأشهر على مستوى الخليج العربي، حيث كانت فكرته جديدة.. وجريئة كأول برنامج شعري يحرك ركود الساحة الشعبية وتكون آلية تنفيذه بهذه المهنية الرائعة.. فقد توفرت فيه عوامل النجاح من حيث جودة الفكرة ووضوح الهدف ودعمته هالة إعلامية ضخمة وغير عادية على كل المستويات.. ولا شك أن الدعم المادي والكوادر المؤهلة أعطت لهذا البرنامج الشعبي الكثير من الأهمية وحظي بالمتابعة وفي كل مرحلة تزداد الإثارة وترتفع حرارة التنافس بين الشعراء المشاركين وهو برنامج ناجح بفكرته بكل المقاييس أثرى الساحة الشعبية بنجوم كانوا بعيدين عن الأضواء وفتح الباب كفرصة لا تعوض لمن يبحث عن الشهرة والجماهيرية؟! وهو في نفس الوقت أسقط الأقنعة لبعض النجوم وجعل جماهيرهم تعيد حساباتها في نجوميتهم كما أن الطرح الجريء.. ووضع النقاط على الحروف جعلنا نرى ونسمع نماذج ممن ابتلي بهم الشعر.. والبعض وصلت به الحال إلى درجة الحمق (لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم)؟! وعلى الرغم من عدم امتلاكهم أبسط أبجديات الشعر، لا يزالون مقتنعين بشاعريتهم!!
والمصيبة أن هناك من يطبّل لهم.. فتجد البعض يقول بكل صفاقة هذه أول مرة ينتقدني أحد؟!!!
رسائل خاصة
* لجنة التحكيم: أنتم مقر الثقة.. وعليكم يعتمد النجاح الحقيقي أو الفشل الذريع.. فقط تذكروا أن المجاملة الزائدة أو التحيز الواضح يفقدكم المصداقية.
* تركي المريخي - لقد أبدعت يا أبا مشاري وكانت صراحتك أجمل صفاتك حتى وإن كانت انتقاداتك حادة.. فأنت على صواب والمشكلة أننا لا نقبل النقد!!
* حمد السعيد - كم أنت رائع بهذه الدبلوماسية والأخلاق العالية، فالابتسامة لا تفارق محياك.. التي تكسر بها حدة التوتر.
* علي المسعودي - ليت كل من يتولى زمام الأمور في الصحافة يمتلك بعض سماتك وموهبتك.. أنت بالفعل تفرض احترامك ووجودك على الآخرين.
* محمد بن الذيب - لا أحد يشك في شاعريتك، فحضورك مدهش كما أن غيابك زاد الدهشة والاستغراب ورسم الكثير من علامات الاستفهام نرجو أن يكون المانع خيراً.

مدار الشمس
الصحافة الصفراء
رشيد محمد الفريدي

يطلق هذا المسمّى على الصحافة التي تعتمد في أخبارها على المشاهير النجوم بشتى المجالات.. وتركض خلف حياتهم الخاصة والعامة وتحرص على كشف أسرارهم ونشر مشاكلهم، بل حتى فضائحهم وتسعى إلى شب نار الخلافات بينهم ونشر تصريحاتهم النارية وملاسناتهم وقد يصل الأمر إلى (فبركة) بعض اللقاءات أو الحوارات (المعلبة) مسبقاً.. مما يزيد الطين بلّة.
مما يؤدي إلى الدخول في دوامة من المهاترات والمد والجزر بين النفي والإثبات.. والهدف من هذه الإثارة هدف مادي بحت والضحية هو القارئ الذي يجد نفسه طرفاً في قضية خاسرة اُبتلي فيها ليس له فيها مصلحة.. وقد لا تكون صحيحة أصلاً.
لا تقرأ هذا الخبر..؟
في الوقت الذي تعتمد فيه الصحافة على الإثارة وإشباع الفضول وفقاً لقاعدة (كل ممنوع مرغوب) فليست الإثارة وحدها مقياس النجاح لأنها مع الوقت تفقد المصداقية.. بل هناك عوامل تسهم في النجاح ومن تلك البرامج التي اجتمعت فيها عوامل النجاح برنامج (عذب الليالي) الذي يقدمه المذيع والشاعر العذب عدنان الدخيل.. الذي يمتلك الموهبة في الأداء والصوت.. حين يجعل المستمع يعيش في جو القصيدة لتلامس أحاسيسه.. ولعل هذه الميزة غير العادية أحد أهم أسباب نجاح برنامجه الإذاعي في fm الذي يحظى بعدد كبير من المتابعين لأنه بالفعل يستحق المتابعة ويجمع بين المصداقية والإثارة والطرح الراقي وهنيئاً لأبي خالد هذا الإبداع.
حقائق مزعجة
لعل أكثر ما يميز برنامج (عذب الليالي) الصراحة والمواجهة بالأسئلة التي تجرد الضيف من المجاملة والدبلوماسية في سد أبواب الهروب من الإجابة المزعجة وهذه الميزة عجز عنها الكثيرون من مقدمي البرامج.. والجميل في برنامج عدنان الدخيل أنه يختار ضيوفه بعناية ويفاجئهم بأسئلة يبحث عن إجابتها كل المتابعين.
وإليكم بعض الحقائق المزعجة التي خرجنا بها بعد لقاءين مختلفين.
الحقيقة الأولى
سأل أبو خالد ضيفه وهو رئيس تحرير لإحدى المجلات المعروفة التي تأخذ من إحدى ليالي الأسبوع اسماً لها؟ عن سبب تكرار نشر صورة الغلاف لفنان وفنانة بشكل لافت للنظر فكانت إجابة سعادة الرئيس بأن هؤلاء (فنانين تسويق) لأن صورهم أحد أسباب نفاد العدد من الأسواق؟! لمجرد الصورة فقط.
الحقيقة الثانية
في لقاء آخر مع شاعر وصحفي في نفس الوقت لأن هذا الضيف يعمل هو الآخر في مجلة مشهورة وفي قناتها الفضائية التي مقرها في الإمارات ومديرها في الرياض؟!... المهم كان السؤال عن نشر تفاصيل دقيقة عن حياة شاعر مشهور حين ذهب بملابسه إلى المغسلة؟! وماذا يهم القارئ مثل هذا الخبر؟! فكانت الإجابة غير منطقية وتشير إلى قضية مزعجة أثارها ذلك الضيف وهو شاعر وصحفي خلوق.
حكمة المدار
للشاعر بدر الحويفي:

بعض الرجاجيل لا يعجبك بعلومه

إن عاش وإن مات ما ينقص قراباته

يقصر عن العرف المعروف مفهومه

مثل الفحل زول لا ودّه ولا هاته

ولكم صادق الود

مدار الشمس
خطوط حمراء
رشيد محمد الفريدي

تعتبر الخطوط الحمراء بمثابة جرس الإنذار أو الحدّ الفاصل بين المسموح به والممنوع تجاوزه، وهي تشمل جميع أوجه الحياة وكل مجالاتها ابتداءً بالثوابت في العقيدة وانتهاءً بالعلاقات الإنسانية وخصوصية الأزمنة والأمكنة والأشخاص، وما يعنينا في هذا المقام هو الخطوط الحمراء التي تخصّ الشعر والشعراء؛ فهناك خطوط لا يمكن تجاوزها، بل يجب على الشاعر المسلم العاقل أن يربأ بنفسه وأخلاقه عن الاقتراب من هذه الخطوط، ناهيك عن تجاوزها، واسمحوا لي أيها القراء الأعزاء بعدم إيراد أمثلة لأكتفي بالتلميح لا التصريح، واللبيب بالإشارة يفهمُ، ومن أبرز هذه التجاوزات التي تجرح المشاعر وتخل بالأدب والذوق العام وتمسّ العقيدة:
1- عبارات الشتم واللعن؛ فهناك مَن يلعن حظه أو يسبّ الدهر متناسياً قول صفوة الخلق - عليه الصلاة والسلام -: (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر).
2- المساس بحرمة القرآن الكريم بالاقتباس الصريح من الآيات القرآنية بالنص أو الأحاديث النبوية، والخوض في مفاهيم تمسّ العقيدة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والتي قد توصل إلى الشرك، والعياذ بالله.
3- القسم بغير الله؛ فهناك من يقسم بالليل والأطفال والعيون السود؟!!
4- المبالغة في الوصف، ولا سيما في قصائد المدح، وإعطاء الممدوح صفة تتجاوز قدرات البشر، وقد يصل الأمر إلى تجاوز ذلك إلى صفات الملائكة.
5- الاعتراض على القدر، خصوصاً في قصائد الرثاء، ورسم صور شعرية يقشعر منها البدن لمجرد أن يخرج بالنص إلى غير المألوف.
6- انتشار عبارات بذيئة أو غير أخلاقية من باب استفزاز الجمهور أو إضحاكهم بتلك العبارات التي أقل ما يقال عنها (لغة شوارع)، إضافة إلى الصور التافهة التي تدعو إلى الرذيلة وتخدش الحياء.
غير صالح للنشر
من وجهة نظري أعتبر هذه العبارة أشبه بنقطة العبور أو بمعنى آخر صمام الأمان الذي يقف في وجه من تسوّل له نفسه تجاوز هذه الخطوط الحمراء، والواجب على الجهات الرقابية القائمة على الإعلام والنشر رفع هذه العبارة في وجهه، كما أن على المشرفين على الصفحات والمجلات التي تعنى بالشعر عدم نشر مثل هذه النصوص.
ولعل من يدخل عالم الأشباح (الشبكة العنكبوتية)، وخصوصاً في المواقع التي تقوم على الشعر يجد ما لا يسرّه في عالم يغيب عنه الرقيب.
البيت اليتيم
هو أحد شوارد الشعر، وحسب علمي أنه بيت يتيم يسأل عنه الكثيرون من الشعراء والمهتمين بالشعر، وعن قائله دون جدوى، وليتني أعرف قائله أو على الأقل أبياتاً تؤنس وحشته.
بغيت اعدل مايل الناس وازريت
ازريت اعدل مايلٍ في ضميري
ولكم صادق الودّ..

مدار الشمس
اتجاهات متناقضة
رشيد محمد الفريدي

بداية المدار
لشاعر النيل حافظ إبراهيم:
أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
أجل.. تظل اللغة العربية بحراً بلا ساحل.. تحتوي أعماقه على أنفس وأثمن وأجمل الدرر.. ويكفي العرب فخراً أن القرآن الكريم أنزل بها من فوق سبع سماوات، فهي لغة القرآن وكلام الرحمن، وهي اللغة الأصل والأم لكل مسلم حتى لغير الناطقين بها، فمن شروط دخول الإسلام النطق بالشهادتين ولا تصح الصلاة إلا بالقراءة الصحيحة لفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن ولو كان الإنسان أمياً. وقد تكفل الله بحفظ هذه اللغة من الزوال لأنها لغة القرآن الذي سيبقى إلى قيام الساعة؛ قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(سورة الحجر: الآية 9).
الجدل العقيم
ما جعلني أكتب هذا المقال هو الجدل العقيم بين شعراء الفصحى والشعر الشعبي والمؤيدين لكل فريق على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم؛ فكل (يغني على ليلاه)؛ حتى أصبحنا ندور في حلقة مفرغة ونشأت عدائية من بعض كتّاب ورواد كل فريق، وقد نتج عن ذلك وجود صنف من رواد اللغة العربية اعتزلوا الناس وقبعوا في أبراجهم العاجية ينظرون إلى شعراء العامية بازدراء، ويتباكون على اللغة العربية ويضعون اللوم على شعراء العاميّة، ونتج عن هذا التناقض الكثير من المشادات الصحفية التي خرج بعضها عن مضمون الموضوع وطود الأدب واجتاز ذلك إلى الإساءات وتبادل التهم؟! وفي النهاية (اتفق العرب على ألا يتفقوا).. والإنسان العاقل والمنصف يدرك أن اللغة العربية مرت بمراحل، منها: الشعر الجاهلي - شعر صدر الإسلام - الشعر العباسي - الشعر الأموي - شعر العصر الحديث، وهكذا.. من منطلق أن الإنسان ابن بيئته.
تناقض عجيب
من الأمور التي تثير الدهشة والاستغراب أن رواد اللغة العربية في عصرنا الحاضر وشعراءها والكثير من المتحدثين بها يتحدثون باللهجة العامية بمجرد خروج أحدهم من المحاضرة أو اللقاء الإذاعي أو التلفزيوني، وإذا سئل عن سبب هذا التحول يقول: (حدث الناس بما يفقهون)؟!
بيع المشاعر
إن ما حل باللغة العربية من ضعف قد انسحب على الشعر الشعبي الذي كان له رواده ومع مرور الوقت تطاول عليه أشباه الشعراء وشوهوا صوره الجميلة ونشأت تيارات شعرية جديدة، أدت هي الأخرى إلى تشويه صورة القصيدة التقليدية التي تتميز بالوزن والقافية، وأصبح هناك شعر التفعيلة، والشعر الحر وشعر الحداثة!
وجلس أصحاب هذا الاتجاه على رصيف الشمس في رحلة الذات؟؟ ومنهم مَن (عزم سهيل والجدي؟)، وازداد الأمر سوءاً؛ فازدهرت تجارة بيع المشاعر وأصبحت هناك إعلانات تجارية لشعراء مرتزقة يبيعون مشاعرهم (لكل المناسبات).
ولكن يظل عزاؤنا في الشعراء الحقيقيين الذين يبهروننا بصدق مشاعرهم وجزالة عباراتهم ونبل معانيهم من شعراء الفصحى أو العامية ومنهم من يكتب بالطريقيتن.
آخر المدار
للشاعر الدكتور عائض القرني:

من يريد المجد يتعب ومن يزرع حصد

والنجاة بطاعة الله ويا نعم السبيل

والله اللي صاحب الجود ما للجود حد

مدته تغني إذا قطّب اللاش البخيل

يقبل التائب ومن رد ما كنّه شرد

امره النافذ ولو قلت هذا مستحيل