هِيَ الأخلاقُ تَنْبُتُ كَالَنَبَاتِ
إذا سُقيِتْ بِمَاءِ المكْرُمَاتِ
تَقومُ إذا تَعَهدهَا المُربي
عَلَى سَاق الفَضِيلَة مُثمِراتِ
وَلَمْ أرَ للخَلائِق مِنْ مَحَلِ
يُهذّبُها كَحضْنِ الأمّهَاتِ
فَحِضْنُ الأُم مَدْرَسَةٌ تَسَامَتْ
بتَربيَة البَنِينَ أو البَناتِ
وَأخلاقُ البَنِينَ تُقاسُ حُسْنا
بأخلاقِ النسَاءِ الوَالِداتِ
وليْسَ يَنبُتُ في جِنانِ
كَمَثل النَبتِ يَنبُتُ في الفلاةِ
فَكَيْفَ نَظنُ يالأبناءِ..خيرا
إذا نَشَأوا بِحِضْنِ الجاهِلاتِ
اليسَ الِعلمُ في الأسلامِ فَرضَا
عَلَى أَبنائِهِ وَعَلَى البَناتِ
ألَمْ نَرَ في الحِسانِ الغيدِ قَبْلا
أَو انِسِ كاتِباتٍ شاعِراتِ
وَقَد كانتْ نساءُ القَومِ قدِما
يَرُحْنَ الى الحُروبِ مَعَ الغُزاةِ
يَكُنّ لَهُمْ عَلَى الأعداءِ عَوْنا
وَيَضمِدَنَ الجُروحَ الدامِياتِ
للشاعر / معروف الرصافي شاعر عراقي
الكلمة (النور)