في تلك النقطة الفارغة من الفراغ...
زمن ينتحــــر..
وهاهو زمن الإنسان..
ويغرس هذا المخلوق مخالبه في قلب الطبيعة..
رافعا يده الملطخة بالدماء منتصرا..
حتى يشهق الهواء بلا زفير..
ليلتقط أنفاسه من بقعة دم بيضاء..
هي بقعه الدم الطاهرة في هذا الفراغ..
والطبيعة "تجدل" أشياءها مرتحلة مع ماتبقى...
إلى عالم اللا أمان..
مازال هناك انسان..
حتى الظلام لم يعد لونه اسود كما كان..
وانعدمت الرؤية كما انعدمت الجاذبية ..
هاهي العقول مأسوره .. كما هي الاذهان..
وهاهو الظلام يرانا من خلف هذه الألوان البيضاء..
مشتاق إلى سكن الليل كما اعتاد قبل هذا الزمان..
هاهو زمن الإنسان...
شتاء ..
لم يعــد كما هو بارد..
أصبحت الشمس ترقد في حضنه الدافئ..
والنوم يستفيق صاحيا صائحا..
وأحلام البقاء للأفضل تهرب سريعا أمام عيناه المثقلتان بهموم الصراع..
جاء الصباح!!! ليس الصباح..
وأشرقت الشمس...
يوم جـديد!!؟
نعم.. هذا هو اليوم الجديد.. ولا جديد..
لكن..
كل يوم يوجد فيه انسان جديد ..
هذا أكيــــد...
يحتضر الصمت ويموت الهدؤ..
والصوت لم يعد أحد يستطيع سماعه بوضوح..
مسكين!! جداره المحطم ينزف من أذنه بلا رحمه..
وأصبح الصمت رفيق الدرب إلى عالم الاختلاء ..
تعانقا..
ترافقا..
على نفس الطريق...
عدوه صار الصديق...
راحت الكلمات تهذي..
وانتحر القلــــــــــم..
هذيان..
في زمن الإنسان..