الإسراف: لغــــــــــة: ما أنفق من غير طاعة..أو التبذير، ومجاوزة الحد . اصطلاحا : هو مجاوزة حد الاعتدال في الطعام، والشراب، واللباس، والسكنى، ونحو ذلك من الغرائز الكامنة في النفس
- مفهوم التبذير #
قال المناوي : التبذير : تفريق المال على غير وجه الإسراف ، وأصله إلقاء البذر وطرحه فاستعير لكل مضيع لماله ، فتبذير البذر تفريق في الظاهر لمن لا يعرف مآل ما يلقيه .
ونقل القرطبي عن الإمام الشافعي _ رحمه الله _ قوله : التبذير : إنفاق في غير حقه ، ولا تبذير في عمل الخير .
وروي عن الإمام مالك _ رضي الله عنه _ قوله :التبذير : هو أخذ المال من حقه ووضعه في غير حقه .- الفرق بين التبذير والإسراف #
الكوفي : الإسراف هو صرف فيما لا ينبغي زائدا على ما ينبغي ، أما التبذير فإنه صرف الشيء فيما لا ينبغي وأيضا فإن الإسراف تجاوز في الكمية إذ هو جهل بمقادير الحقوق ، والتبذير تجاوز في موضع الحق إذ هو جهل بمواقعها ( أي الحقوق ) ، يرشد إلى هذا قول الله سبحانه في تعليل ( النهي عن ) الإسراف ( إِنَهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ) الأنعام / 141 ، وقوله عز وجل في تعليل النهي عن التبذير : ( إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَ كَانَ الشِّطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ) الإسراء / 27 . فإن التعليل الثاني فوق الأول .
لقد ذهب بعض المفسرين إلى أن الإسراف و التبذير قد يردان بمعنى واحد، ومن ثم فقد يرد أحدهما ويراد به الآخر ، ومن ذلك ما ذكره الماوردي من أن التبذير هو الإسراف المتلف للمال ، وروى أشهب بن مالك أن التبذير هو الإسراف . وذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى ( وَلاَ تُبَذِّرْ ) قال معناها لا تسرف في الإنفاق في غير حق ، وقال ابن كثير في نفس الآية الكريمة : لما أمر الله عز وجل بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه .
والخلاصة أن بين الأمرين عموما وخصوصا إذ قد يجتمعان فيكون لهما المعنى نفسه أحيانا وقد ينفرد الأعم وهو الإسراف .