مجالس الفرده - العقلاء لن يأتوني !!

يحكى ان احد شيوخ وقضاة الباديه كان يتمتع بسيره طيبه في القضاء بين الناس(العربان)

وكان يقصده القريب والبعيد فيحل الوئام مكان الخصام في مجلس هذا الشيخ القاضي

وعندما تقدم العمر بهذا الشيخ كان له ابن وحيد

حاول ان ينشئه ما استطاع ان يكون فارس كريم طيب النفس لا يتوانى عن اغاثه الملهوف

وذات يوم امر الشيخ وحيده ان يجهز لهم للذهاب الى (القنيص)

وبينما هم في (المقناص) فطلب الشيخ من ابنه ان يستريح قليلا

وبينا هم في تلك الاستراحه قام الشيخ بتسديد سلاحه باتجاه الابن

قائلا: اجلس!!!!

بلهجة التهديد

وعندما جلس الابن

قال له الشيخ ::يابني لقد حافظت انا على سمعتي بين (العربان) وعشت حياتي اتمتع بسيره عطره يشهد لها القاصي قبل الداني وانا اليوم بلغت من الكبر ما بلغت فان كنت تحافظ على هذه السيره فانت تستحق الحياه وان لم تحافظ فسوف اقوم بقتلك ودفنك هنا !!!

اسمع يابني ....

اذا جائك اثنان مختصمان احدهم رجل (خيّراو عاقل )والاخر سيء( عايل ) كيف تحكم بينهم؟؟؟

فكان جواب الابن ...

سوف ااخذ من حق (الخيّر) حتى اجعل الرجل( العايل) السيء يرتضي بحكمي

فهز الشيخ راسه مستطردا...

واذا كان الخصمان سيئان( عوله ) فماذا تحكم وكيف تجعلهم يرتضون بحكمك؟؟؟

فقال: سوف ادفع من جيبي لكي ارضي هذا وهذا

فهز الشيخ راسه قالا: واذا كان الخصمان (خيران وعقلاء) فكيف تحكم بينهم؟؟؟

فكان جواب الابن ان العقلاء لن يأتوني وانهما لا يحتاجان الى حكم بينهما وسوف يقومان بحل مشكلتهم قبل ان ياتو الى القضاء بينهم!!

فما كان من الشيخ الا ان يربت على كتف ابنه قائلا:

(حياك الله يا وليدي) الان انا مطمئن بانك تستحق ان تنوب مكاني وتحافظ على سمعتي التي حضيت بها