25-09-08, 06:20 AM
|
المشاركة رقم: 38 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | إداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 105 | الاقامة: | بالسعودية | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 81 | الردود: | 1438 | جميع المشاركات: | 1,519 [+] | بمعدل : | 0.23 يوميا | تلقى » 1 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 60 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع :
عبدالله بن غنام المنتدى :
مجلس الحـــوار الهــــادف رد: افكار مبعثرة حول الإنفتاح المنضبط [ابو عزام
محمد الوسوس
وإليكم ذلك الفكر نقلاً من جريدة الوطن علماً أن نقلي لهذا الخبر لايعتبر أني مستحسنه ؟ بل أن رائي واضح حول التجمع الفكري والتجمهر له ،،،
السبت 20 رمضان 1429هـ الموافق 20 سبتمبر 2008م العدد (2913) السنة الثامنة
شاكر النابلسي
في الفكر الديني السعودي الجديد
-1-
المملكة العربية السعودية، بلد مستهدف من قبل الشرق والغرب. وخطواته محسوبة حساباً دقيقاً، يختلف عن حسابات خطوات باقي الدول العربية الأخرى. فكل تصريح، وكل فتوى دينية، وكل بيان، وكل كلمة، بل كل حرف يخرج من اللسان أو القلم السعودي، يوزن في الإعلام العالمي بميزان الذهب الدقيق، ويحاسب حساباً عسيراً، خاصة إذا كان في هذه الأجناس من القول ما هو سلبي، وما هو مستهجن من الإعلام العالمي، الذي يضع السعودية تحت مجهر إعلامي ومعرفي دقيق، لاحتساب ما يقال، وما يكتب من أجناس القول، وأجناس الكتابة. والشاهد على ذلك، ما أن تصدر رواية لكاتب أو كاتبة سعودية جديدة في الطرح والمضمون، حتى يحفل بها الإعلام العالمي كما لا يحفل برواية لنجيب محفوظ، أو قصيدة لمحمود درويش. والشاهد كذلك على ما سبق، أن العالم العربي والإسلامي يعجُّ كل يوم بعشرات الفتاوى الدينية في كل شؤون الحياة، فلا يهتم بها أحد ولا يقيم لها أحد وزناً، ولكن ما أن تصدر فتوى من شيخ سعودي، خاصة إذا انتهت بحدِّ القتل، حتى تقوم الدنيا ولا تقعد، وتُنشر هذه الفتوى والتعليقات عليها بأكثر من ثلاثمئة وسيلة إعلامية ورقية وإلكترونية عربية وعالمية، وتصبح حديث المجالس، ومقاعد المدارس. ولا ينفع معها توضيح، أو تفسير، أو تراجع، أو نفي. فهي كالطَلَق الناري، حين يخرج ويدوّي في الفضاء، لا يعود ثانية ، ولا مجال لإعادته. وتكون السعودية بهذا الطَلَق الناري العفوي، قد أضاعت كل جهودها السياسية والدبلوماسية السابقة في إقامة حوار الحضارات والأديان، وفي لقائها مع أحبار الأديان السماوية الأخرى. طَلَقٌ ناريٌ عفويٌ واحد على شكل فتوى دينية شخصية، من شيخ معروف، كافٍ لأن يُطيحَ بجهود سنوات من العمل السياسي والدبلوماسي. لذا، علينا أن ننتبه جيداً إلى ما نقول، وما نعلن، وأن لا نُعطي ذرائع الافتراء للآخرين، وأن نزن كلماتنا بدقة في ميزان من الذهب، قبل أن تنطلق عفوية من أفواهنا، أو أقلامنا، ثم توزن في ميزان المعلقين المتربصين في الإعلام العالمي، بميزان ذري أدق من ميزان الذهب، وتُبنى عليها أحكام، وردود، وتعليقات، وآراء، لا أول لها ولا آخر.
-2-
الإعلام العالمي المتربص بالسعودية والواقف وراء أبواب بعض شيوخ الدين في السعودية يتنصتُ جيداً إلى ما يهمس به هؤلاء الشيوخ في سرّهم وفي علنهم، ولا يحفل بعدد من الإيجابيات التنموية الإنسانية والحضارية التي تحققها السعودية الجديدة. فهو يُغمضُ عينيه تماماً عن الثقافة السعودية الجديدة، وعن الأدب السعودي الجديد، وعن الصحافة السعودية الجديدة، وهامش الحرية التي تتمتع به الآن، وعن إصلاح التعليم، وعن التوسع في التعليم، والتوسع في الابتعاث التعليمي إلى الخارج، الذي يُشكِّل طفرة معرفية وعلمية وتربوية كبيرة، وعن جهود التنمية المختلفة (السعودية هي الأولى عربياً في التنمية المالية، بموجب تقرير "المنتدى الاقتصادي العالمي" الأول لهذا العام 2008)، وعن بروز الشباب السعودي من الذكور والإناث في مجال الطب والهندسة، وعن وجود عالمين سعوديين (ابتسام باظريس ونادر الحربي) في مشروع تجربة "الانفجار الكبير"، وهي أضخم تجربة علمية فيزيائية شهدها العالم في المركز الأوروبي للأبحاث النووية "سيرن"، على الحدود السويسرية الفرنسية، قرب جنيف. والتي شاركت فيها الباحثة السعودية ابتسام باظريس - وهي طالبة دكتوراه بقسم فيزياء الجزيئات بجامعة جنيف - من خلال برنامج "أطلس"، وهو أحد البرامج الأربعة التي اشتملت عليها التجربة ككل، وأتاحت الانطلاقة الناجحة لتجربة "مصادم الهادرونات الكبير LHC". كما ساهم شابٌ سعودي آخر في هذه التجربة. ونادر الحربي متخصص في مجال المُعجلات "accelerators" وهي الأجهزة الضخمة التي سمحت بإطلاق البروتونات داخل دوّار مُصادم الهادرونات، البالغ طوله 27 كيلومتراً تحت الأرض، باتجاهات متعاكسة لمصادمتها، وهي في أسرع قوة سيرها. وقالت "الوطن" (13/9/2008)، إن ابتسام باظريس، واحدة مِن ست باحثات سعوديات شابات ساهمن في الأبحاث التمهيدية للتجربة، وذلك في إطار اتفاق وقّعته السعودية مع المركز الأوروبي للأبحاث النووية "سيرن"، لإرسال طلبة وأساتذة للتدريب في المركز. لكن ابتسام باظريس أصبحت اليوم أول امرأة سعودية تشارك في هذه التجربة المثيرة. وربما كانت أول امرأة عربية كذلك. فهذه هي السعودية الجديدة التي يجب أن ينظر إليها العرب والعالم، لا الوقوف وراء أبوب بعض شيوخ الدين والتصنّت على همساتهم وأفكارهم الشخصية، التي لا تُلزم في كثير من الأحيان السلطة السعودية، ولا تُلزم غير قائلها.
-3-
ونحن في الوقت ذاته، نبشّر هؤلاء المتصنّتين والمتربصين، بأنه كما أنتجت السعودية الجديدة هذين العالمين (باظريس والحربي) المشاركين في تجربة "الانفجار الكبير"، فقد أنتجت إلى جانب ذلك وبحرص شديد، الفكر الديني الجديد، الذي سمعنا وقرأنا بالأمس رمزاً من رموزه، وهو الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز، نجل الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز، مفتى السعودية السابق.
والشاب الشيخ أحمد بن باز، الذي يمثل طليعة التفكير الديني في السعودية الجديدة، أطلق في الأسبوع الماضي، ما يُعتبر نقلة نوعية في التفكير الديني، خاصة ما يتعلق بالفتاوى الدينية. إذ اعتبر أن كل فتوى خاصة بزمانها، ومكانها، ومناسبتها، وأنه لا فتاوى دينية عابرة للتاريخ والقارات. وقال - كما نقلت عنه "الوطن" -: "إن لكل فتوى حالتها المعينة، فإذا تكررت الحالة، يتكرر الحكم، وإذا تغيرت تغير الحكم". ولم يكتفِ أحمد بن باز بهذا، وإنما انتقد تمسّك رجال الدين وطلاب العلم بفتاوى أبيه، وتكرارها في كل القضايا، حسب هواهم.
وكرر الشيخ أحمد بن باز، ما سبق أن قلناه ونادينا به دائماً، وهو حاجة العرب اليوم إلى خبراء أكثر من حاجتهم إلى فقهاء، أصبحوا متواجدين في كل ركن من العالم العربي، فقال أحمد بن باز: "إن العالم الإسلامي بحاجة إلى المفكرين والمربين أكثر من حاجته للمفتين، وأن المسلمين بحاجة إلى البرامج الحوارية أكثر من حاجتهم إلى برامج الإفتاء".
-4-
اليوم، يمثل أحمد بن عبد العزيز بن باز، علامة فارقة كبرى في التفكير الديني الجديد، الذي يواكب التموضع الحضاري والتنموي الحالي للسعودية الجديدة، الذي يُلزم كثيراً من المثقفين والباحثين العرب بمتابعته، ورصده، وتشجيعه، للسير به قُدماً إلى الأمام. فالسعودية، هي قلب العالم العربي، ورأسه المفكر الآن، وإذا صلُحت صلُح القلب العربي وصلُح الفكر الديني العربي. والعالم الغربي والإعلام في الغرب، يقيسان العرب والإسلام ببارومتر السعودية، وما يصدر عن لسانها وقلمها. وما صدر عن الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز من تصاريح دينية واقعية وموضوعية وواعية، يجب أن يؤخذ على محمل الجد، والأهمية، والتشجيع، والإشهار في الإعلام الغربي، بما يمثل من ضخ دماء جديدة في التفكير الديني، في السعودية الجديدة. وهو تفكير يميل إلى الرحمة، والتسامح، والمسالمة، والإصلاح، والانفتاح، أكثر مما يميل إلى التشدد والتضييق والانغلاق والمعاداة.
-5-
والشيخ أحمد بن باز لم يكتفِ بما قاله آنفاً، بل زاد عليه قولاً مهماً أيضاً، وهو أن الفتوى الدينية "ظاهرة غير صحية ومقلقة". وقال بوعي من يدرك موجبات العصر الحديث والحياة الجديدة، تعليقاً على ظاهرة برامج الإفتاء التي غالباً ما تأتي بالصداع والبلبلة للسعودية الجديدة: "إنها تضيّق على الأمة حيث إنها تفتح الباب على مصراعيه للجميع للسؤال عن أمور سكت الإسلام عنها رحمة بنا، فيكون السؤال من أجل السؤال فقط، ويكون التحريم والتضييق في كثير من الحالات".
وطالب أحمد بن باز بما تطالب به مجموعات كبيرة من المثقفين السعوديين الجدد، وهو ضرورة فتح وإطلاق برامج حوارية دينية، بدلاً من التسابق في الفتاوى المتشددة، وقال: "يجب أن نفتح، ونطلق برامج حوارية دينية، تصنع الوعي أفضل من التسابق في إطلاق برامج إفتاء، تُضيّق على الأمة بدلاً من أن توسّع عليها".
ولعل هذا ما هدفت إليه برامج "الحوار الوطني" السعودي، التي انطلقت منذ عام 2003، وما زالت مستمرة حتى الآن. فبالحوار وحده نبلغ الأهداف المقصودة.
المصدر http://www.alwatan.com.sa/news/write...=7452&Rname=23
التعديل الأخير تم بواسطة مبارك بن هديب ; 25-09-08 الساعة 06:33 AM |
| |