حسن الجوار من الأشياء التي حثنا عليها ديننا الحنيف ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه).
ويروي لنا الرواة وكذلك المصادر الشعبية الكثير الكثير من القصص قصص حسن الجوار في جميع أنحاء هذه الجزيرة وما قصة المهادي والسبيعي إلا نموذجا من مئات القصص ويقال بأن جماعة من قبيلة حرب وبالتحديد من بني علي جاورهم رجل من قبيلة عنزة فأكرموه حق الإكرام وأعطوه أكثر من حق الجوار مما جعل هذا العنزي يعيش معهم وكأنه منهم فأولاده وأولادهم سواء وأكلهم وشربهم وبيوتهم سواء وحتى ابلهم تسرح وتضوي معاً علما بأن إبل العنزي أصيبت بمرض الجرب وهو مرض معدٍ ويجب عزل الإبل المصابة عن الإبل الصحيحة.
يقول الشاعر محمد بن أحمد السديري رحمه الله:
من خالط الأجرب على الحول يعديه
عداوة تسطي باللحم والعظامي
ويقول الشاعر سرور الأطرش من أهالي الرس:
عديت عن منبوز الأرداف لاجيه
كما أجرب عدي عن إبل إصحاحي
أقول أقسم الحروب ألا تعزل إبل العنزي عن إبلهم مضت فترة طويلة على هذه الجيرة والعنزي ينعم بالتقدير وكل يوم أحسن من الذي قبله وكل عام أحسن من العام الذي مضى ولم يعلم العنزي إلا وأقاربه ينيخون ركابهم عنده وبعد إكرامهم من قبله ومن قبل جيرانه الحروب (بني علي) يقسمون ألا يرجعوا إلا وهو معهم إلى مضاربهم وإلى جماعتهم بعد إصلاح ما بينهم إن كان هناك شيء طلب العنزي من جيرانه الحروب الرخصة (الأذن بالسفر) وبعد الإلحاح والاقناع قبل الحروب العذر وسمحوا له بالذهاب مع جماعته, وفي اليوم التالي وبعد أن حمل العنزي متاعه اجتمع بجيرانه يودعهم وعلى مشهد من جماعته العنوز بكى وهو يودعهم ثم توجه العنوز ومعهم قريبهم إلى مضاربهم وفي الطريق أخذوا يلومونه ويعيبون عليه ويقولون: كيف تبكي على فراقك لقبيلة حرب وهم لنا أعداء وكلمة أعداء هنا كانت كلمة دارجة بين القبائل ولو لم يكونوا أعداء ولو أنهم يسكنون مع بعضهم ويشربون الماء مع بعضهم وقد زالت هذه الكلمة بفضل الله ثم بفضل الإسلام والوعي والتعليم.
أقول, أخذوا يكثرون الكلام عليه وهم لا يعلمون ما حصل بينه وبين جيرانه من التقدير والاحترام والحب المتبادل وهو ما جعله يجهش بالبكاء عند وداعهم ثم يرد هذا الشاعر العنزي على أقاربه بالقصيدة التالية مبينا أسباب البكاء ومشيداً بحسن جوار حرب له:
قالوا علامك يوم تبكي على حرب
وهم لنا عدوان ما ينبكون
قلت البكا ما هوب للبعد والقرب
أبكي عليهم عقب ما جاوروني
عن دربنا يا ليت ما جالهم درب
ولا هلت العبرة عليهم إعيوني
أربع إسنين وزملنا عندهم جرب
ما اوموا عليهن بالعصاء يضربوني
عن ذودهم ذودي يقدم على الشرب
مرحو لنا يشرب وهم يقهروني
يا عنك ما هم من أهل الذب والزرب
ولا هم بغرة جارهم ينظروني
ربع على الشدات والهون والكرب
ماذمهم بفعالهم يمدحوني
وإن حل عند إفظيهن بالقنا ضرب
يتلون أبو جلال حام الضعوني
أنشد لهم بيضا من الشرق للغرب
والله ما أنسى لابةٍ قد روني
أقول هذا ما يجب أن تكون عليه الجيرة والجيران حاضرة وبادية وأن يذكر الثناء لأهل الثناء
كلنا نسمع دائما بطير شلوى... فما قصة طيور شلوى أو طير شلوى؟
. ثلاثة اطفال كبيرهم عمره ثلاث سنوات والاصغر تحت السنتين توفي والدهم (عجرش ) وبعده بستة اشهر توفيت والدتهم فلم يبقى لهم الا جدتهم من ابيهم وتدعى شـلوى ونظرا لضيق ذات اليد اصبحت هذه العجوز تدور وسط البيوت تطلب اكل للاطفال..... فصارت ومن باب الاستلطاف تقول ماعندكم عشى او غدا لطويراتي تقصد بذلك الاطفال الثلاثة .
شاع خبرها بين الناس وعلم الشيخ عبد الكريم الجربا الملقب بـ( السمن العرابي ) لكرمه ,
علم بقصة هذه العجوز وأحفادها الثلاثه فأمر ان ينقل بيتها الى جوار بيته
ومنذ ان انتقلت تلك العائلة الفقيرة إلى جوار الشيخ عبد الكريم أصبح يتفقد احوالهم وكأنهم أهل ُ له ومن ذلك انه قبل ان يقدم الغداء او العشاء لضيوفه كان يقول لاتنسون طيور شلوى وكان يشرف هو بنفسه على ذلك.
ومع الايام كبر الاطفال الثلاثة وهم شويش وعدامه وهيشان...واصبحوا رجالا يستطيعون القتال ....
ونظرا لارتباط الحلال بالربيع رحل الجربا وجماعته الى مكان بالقرب من الحدود السورية حيث مكان الربيع والماء وهنا كان تواجد للدولة العثمانية الاتراك..وايضا قبيلة اخرى ( تقطن هذا المكان) وكان الجربا وجماعته قليلي العدد مقارنة بكثافة تواجد الاتراك وايضا عدد افراد تلك القبيلة ... هنا طمعت تلك القبيلة وايضا الوالي التركي بقبيلة شـمر بقيادة الجربا..فارسل الاتراك مرسال الى الجربا يطلبون ودي ( مثل الضريبة الان)اجتمع الجربا وافراد قبيلة شمر للتشاور ...ونظرا لقلتهم ايضا ووجودهم المؤقت وافق الجربا على دفع الودي......(الضريبه)
وبعد مدة بسيطة طُلب من الجربا ان يكون الودي مطبوق ( مضاعف) وهنا ايضا وافق الجربا وبعد مدة اي حوالي اسبوعين اقبل فرسان الاتراك ومن الجهة الاخرى فرسان القبيلة الموالية للاتراك وهنا ارسل الاتراك مرسال للجربا وطلب من الجربا ان يعطونهم خاكور..باللهجة التركية لم يعرفوا معنى خاكور وقال ماذا تقصدون بالخاكور؟؟؟
وقال المرسال (( اي نساء من حريم شمر لجيش الاتراك لغرض المتعة))هنا تدخل شايب من شيبان شمر...وانشد قائلا.. وكان في مكان بعيد عنه قبور يستطيع الجميع من رؤيتها وهم في مجلس الجربا.
ان هنيكم ياساكنين تحت قاع (يعني هنيأ لكم يامن في القبور)
مامركم وديٍ تقفاه خاكور (اي لم تمر عليكم ان طلب منكم ضريبة ثم طلبت نسائكم)
هنيكم مُتم بحشمة وبزاع (هنيأ لكم لقد متم وانتم بكرامتكم)
ومامن عديم ينغز الثور؟ ( اما هنالك من رجل شجاع يقيم القيامه)
(((كان يُقال ان الدنيا على قرن ثور متى ماتحرك الثور قامت القيامة ))) وهنا اراد الشاعر في شطر البيت الثاني ان يشعر الموجودين ان الموت أهون من هذا الطلب...
وما ان قال ...مامن عديم ينغز الثور ؟....الا نقز (قفز) شـــويش العجرش.. وقال انا ......وانا طير شلوى .اخذ الشلفا (الرمح) ورفعها بالهواء وعند سقوطها ضربها بسيفه وامتطى صهوة جواده واندفع منفرداً بشجاعة منقطعة النظير على جيش الاتراك حيث شق طريقا وسط جموع الخيل ... والطرابيش الحمر تتطاير يمنة ويسرة من ضرب شويش لرؤوس الخيالة ....هنا لحق به اخواه عدامة وهيشان العجرشوبعدها الجربا ومن معه اغاروا على القبيلة الاخرى ..وماهي الا ساعات و كان كل شي قد انتهى .
لقد تم الانتصار على الاتراك وتلك القبيلة وغنم شجعان شمر والجربا مغانم وكانت هذه احد الاسباب في غنى الجربا ومن هنا ظهرت شجاعة طويرات شلوى...
الشايب صاحب القصيدة لايزال على مركاه ( مكانه) في مجلس الجربا يتفرج على كل اللي حصل وعند انتهاء المعركه وتقابل فرسان شمر .. يباركون لبعضهم هذا النصر المؤزر... قالوا : نبي اذا سال الشايب عن من مات ؟ نقول له : شويش..وعندما سال الشايب
قالو له شويش مات....انشد يرثي شويش ويعدد محاسنه قائلا:-
قالو شويـش وقلـت لالا عدامـة
او زاد هيشان زبـون الملاييـش
ماهـو ردى بمدبريـن الجهـامـة
لكن هوش شويش يالربع ماهيـش
يوم شويش حزم راسه نهار الكتامة
دبـر ظنى....وحمـر الطرابيـش
يوم شويـش مثـل يـوم القيامـة
بالله عليكم لا تحكـون بـشويـش
قالو لالا نبشرك حي .......
وهنا ساد الجربا وجماعته المكان واصبحوا ياخذون الودي على من تبقى من القوم
وهو أحد انواع الجوار الا أن الغرض منه حماية المجار من الضرر ؛ مع المعرفة المسبقه
بذلك من كلا الطرفين المجير والمجار من خطر محدق بالمجار (الدخيل) .
باختصار الدخيل : هو الطريد بسبب جرم ارتكبه .
وقد يكون هذا الدخيل .. دخيل حق .. كمن أخذ بثأر ابيه ... مثلا ً ,
أو دخيل عق ... أي اعتدى على أحد بالقتل او ماشابه بدون وجه حق
وهذا لاتـدخله الا الحمولة الكبيرة والقوية.
وعلى المجير ( المدخل ) أن يحمي من هو في جوارة ( الدخيل) بنفسه وماله
وولده وبأعز مايملك .
فان رأى الدخيل أن مجيره لايستطيع الدفاع عنه يعني على بلاطه .. ماحولك أحد ...!!
يقوله : " انفض عني " ..!!
هنا يتركه ويستجير بغيره ممن يقدرعلى حمايته... فيدخله في حماه .. فيصبح
دخيله..!! .. وعليه حق حمايته..!!
وكيفية الدخالة أنواع منها :
1) - دخالة ساعة ، وهي عندما يحضر رجلاً ما عراك ،
فيلوذ به أحد المتخاصمين , ويقول له ( أنا بوجهك ) فيلزمه أن ينصره حتى
يبلغ مأمنه, وعادة ً لايتعرضون للذي يدخل ويستجير بأحد ٍ منهم.
ومن أشهر القصص في هذا الصدد : قصة محمد بن مهلهل الشعلان .
كان على ابن مهلهل دم بسبب قتله لأحد ابناء عشيرته .. فجلا عن قومه ( أي رحل عن قومه بعيدا ً )
مده طويله من الزمن عند احدى القبائل المجاورة , ثم أن اهل القتيل سامحوه
ورضوا بالديه .. فعاد فرحا ً مشتاقا ً الى أهله بعد طول غياب ....
ويوم وصل لمشارف قبيلته شاف ظول( الظول او الظلاله هم الجماعه من الناس ) عند مارد الما .
ويسمع اصواتهم عالية فتوجه لهم ..... يبي يشوف وش عندهم بدافع الفضول ؟
ويوم قرب لقى ناس متهاوشين ..!!
وهم يجونه اثنين منهم يركضون واحد يطرد الثاني؟
ويوم وصله الاول قاله : بوجهك تراني بوجهك يارجل!؟
وهو يصير ورى ابن مهلهل ويحتمي به؟
وجا الثاني معه سيف يبي يذبحه ..؟
قاله ابن مهلهل : دخيلي يارجل ... عين خير دخيلي؟
لكن هذاك جاي ذبــّــاح؟ وماطاع يبي يضرب دخيله من وراه!؟
وهو يسل ابن مهلهل سيفه وهو يقتله ..دفاعا ً عن دخيله..؟!
وهو يرجع مع اثره...!!
جلا عن ربعه وتغرب مره ثانيه!؟
وقال هالقصيده الجميلة اللي اخذت اصداء واسعه في وقتها :
لاصار عن حقك سلاحك تدسه ::: ماينقعد لك في حضون الـمـذلـه ..!!
وابن مهلهل نفسه .. ذهب الى قوم بعيدين ليصبح دخيل عندهم!؟
وهي من النوع الثاني . .وهو :
2) - دخالة قاعة : وفيها يجلي( أي يرحل) الرجل عن قبيلته ..
الى قبيله أخرى ... ويظل الدخيل بحماية أحد افرادها سنين طويله
حتى يصفح عنه غريمه ...!!
وقد يكون هذا الغريم شخص عادي .. وقد يكون شيخ قبيله ... وقد يكون
دولة !!
وأشهر من حمى الدخيل هم : ال سمير شيوخ الولد علي من عنزة (أخوان عذرا) ,
وهم مع ذلك قليلي العدد لأن نصفهم في خيبر والنصف الآخر في سوريا .
استجار بهم والي دمشق يوسف باشا حين هرب من دمشق في زمن الشيخ
دوخي بن سمير ورفض تسليمه .. مما دفع الدوله للتفاوض معه ومن ثم الوصول
لحل سلمي تم بموجبه دفع مال للدوله من قبل الشيخ دوخي بن سمير وتم العفوا
عن دخيله .
(روى هذه الحادثه أحد المستـشرقين).
وأشهرهم هو محمد بن دوخي بن سمير المعروف بـ محمد حريب الدول..!!
الذي تولى مشيخة قبيلته سنة 1248 هـ بعد وفاة والده ,
والذي أقام حروب امتدت لسنين عديده بسبب من استجاروا به ولاذوا في حماه .
وكان محمد بن سمير شاعرا ً وفارسا ً..... مشهورا ً في عصره.
ويوصف بأنه : فارس سريع الغضب , لايبذل جهدا ً في حل الأمور بالطرق
السلميه , ويرى في السيف الحل الأمثل والأسرع ... فلقب ( بمسواط بقعا!؟)
المسواط : تستخدمه النساء لتحريك الطعام في القدر عند الطبخ
وبقعا : الموت والمنيه .
قصص محمد بن سمير مع الدخيـــــل وحروبه بسببه:
1)- أسرة الخديوي : استجار بمحمد بن سمير بعض افراد اسرة الخديوي
هربا ً من الدولة العثمانيه , واستجار البعض الآخر بالشيخ سطام الشعلان , فأرسلت
الدوله مندوب لكل منهما .. فأمتـثـل سطام الشعلان لأوامر الدولة العثمانيه ,
رغبة ً منه بعدم العوده للحروب معها.(1)
أما محمد بن سمير فقال للمندوب : لن نسلمهم وفينا احد حي !؟
أخوان عذرا مطوبرين حواليه ::: وعدونا يرجع كسير مغلوبي
عاداتنا نقدي المعادي عن التيه ::: ومن لايبرهن عن كلامه كذوبي
قله بظف محمد كان يبغيه ::: واللي يقرب للدخيل امهزوبي
فجردت الدولة حملة كبيرة لتأديب ابن سمير وأخذ دخيله بالقوة .
فوقعت بين محمد والدوله العثمانية معركة طاحنه استبسل فيها قومه , وهزم
الأتراك هزيمه ساحقة, وافنوا من الجيش التركي كتيبه عن بكرة ابيها,
كما قتل يومها 150 رجل من جيش محمد بن سمير!!
فعاد مندوب الدولة بعدها يطلب الصلح .. والعفو عن اسرة الخديوي مقابل دية
تدفع عنهم .. فدفعها وتم الصلح , وسمي بمحمد ( حريب الدول ) ...!!
واشتهر بهذا اللقب ... حتى طغى على لقبه القديم مسواط بقعا..!!
2)- الشيخ شلاش العر : هو أحد شيوخ قبيلة العمور في البادية السوريه .. طلبته
الدوله العثمانية ؛ فهرب من عشيرته التي لم تستطع حمايته, ولصيت ابن سمير
في تلك الفترة , وهزيمته للعثمانين , وحمايته للمستجيرين به
دخل عليه شلاش العر .
فألحت الدولة في طلبه .. واخذت ترسل المندوبين لأبن سمير تهدد وتتوعد ..
فخاف شلاش ان يسلمه ابن سمير للدولة .. !!
فقال محمد بن سمير هذه القصيدة يطمن فيها دخيله :
ياشلاش مانعطيك حمر الطرابيش ::: لو جمعوا كل العساكر عــليـنــــا
دونك نسوق المال والخيل والجيش ::: وان لزموا ياشلاش نرهن حدينا
(*) النقره : هي نقرة الشام التي تسكنها قبيلة الولد علي وتقع شرق الجولان
وسينا الصحراء المصريه المعروفه , وهذه هي الحدود التي تحكمها قبيلتة.
وانتهت المفاوضات بين الطرفين بأن يدفع ابن سمير الفين راس وميتين ناقه
مقابل العفوا عن شلاش .. وتم ذلك وعفت الدوله عنه .
3)- محمد بن معبهل الشعلان وحرب دامت عشرين عام :
قتل محمد بم معبهل الشعلان أحد بني عمومته من الشعلان .. ولكن المقتول كان
يتصل بنسب قريب الى الشيخ سطام الشعلان..!!
وكان محمد من عموم الشعلان وليس من بيت الرئاسة فيهم .. وهم خلق كثير !!
فجلا الى بني عمومته الولد علي (الروله والولد علي ابناء عمومه) .. وشيخهم
ابن سمير واستجار به.
فأراد محمد بن سمير ان يختبر أولاده فأحضرهم وسأل أكبر أولاده
هل ندخل محمد بن معبهل الشعلان؟
قال : لو أدخلناه .. يمكن تصير لنا مشاكل مع بني عمنا , وتصير حروب , وحنا
مانبي هالشي يصير للقرابه اللي بيننا .. و و ..., ولو يجلي للسبعة او الفدعان ,
أحسن لنا واحسن له يبعد عن اللي يطلبونه الدم ... الروله قريبين لنا!؟
وسألهم كلهم وردوا نفس الرد .
وأخيرا ً سأل ولده الصغير وعمره 13 سنه واسمه رشيد .؟
قال : هاه وش رايك انت يارشيد ؟
قال : دخل علينا مادخل على غيرنا؟ يبونه الروله ولا الباشا دخيلنا مانعطيه!؟
ابتسم ابوه وقال حيه من ولد .. ولدي!!
ثم ارتجل هالقصيدة :
يارشيد مانعطي دخيل ٍ نصانا ::: لو جمعوا كل العساكر والأروام
وقامت الحرب بينهم .. لمدة عشرين سنه بسبب بيت شعر!؟
وقعت فيها حروب طاحنه .... وقيلت فيها اشعار كثيره!؟
منها قصيدة لأبن سمير يوجهها للفارس المعروف خلف الاذن :
ياخلف لاتحـيد عن الفوج نهــــــام ::: يقـطـع معاليق الرسـن واللــجامــي
من ديرة اسطنبول الى ديرة الشام ::: ندعس على فرش الوزر بالكزامــي(*)
ملبوسنا ديباج مانـلـبـس الخــــــام ::: ومركابنا من فوق راس الـسنـامــي
أي الذي يسرح على خد وانعام؟ ::: واي الذي يـفـلا مـداح النــــعامي؟
(*) الكزامي : هي الجزم جمع جزمه اكرمكم الله يسمونها الكزامي.
ومن اسطنبول الى الشام حدود ديارهم من الشمال الى الجنوب.
وله اشعار كثيره في هذه الحرب , وبينهم وقعات كبيرة مشهوره . قتل فيها
خلق كثير .
وفي احدى هذه المعارك كاد محمد ابن سمير ان ينتزع من الشعلان عطفتهم المشهورة ..!!
وذلك بعد ان هزمهم وثبت عند العطفه الدغمان(قسم من الروله) ورفظوا
تسليمها .. فقتل منهم أربعين جوز اخو .. اي ثمانين رجل .. اخوين اخوين..!!
لكنه لم يستطع انتزاعها لاستماتـتـهم عندها... !!
ويقال ان عند جميع شيوخ القبائل عطفه مثلها ... مزينه بريش النعام .. تركب
عليها بنت الشيخ وتشجع رجال قبيلتها ...!!
وانتزعت منهم كلهم .. ولم يستطع احد من الشيوخ ان يحافظ عليها سوى
الشعلان.
وهذه العطفه اذا اخذت اخذت...!!
لايصنع بدلا ً عنها .... ولا يستخدمها في حروبه من أخذها.........!!
هذا منذ قديم الزمان حسب ماسمعت ... والله أعلم.
وفي قراءآتي لأيام العرب قبل الأسلام ... أي الحروب بين القبائل العربيه قديما ً
لم أجد هذا التقليد في الحروب اطلاقا ً ... وأعتقد ..أنهم أخذوه تقليدا ً ... لما
حدث في معركة الجمل بين الامام علي رضي الله عنه وطلحة والزبير وعائشه
التي ركبت الجمل في ذلك اليوم ... والتف الناس حولها ولم يسلموا الجمل ... حتى
قتلوا عن بكرة ابيهم.... اظن!!
نبتعد عن العطفه والجمل ... ونرجع للموضوع ... المهم....!!
وسبب الصلح بين الولد علي والروله بعد هذه الحروب الطويله هو الدخيل ايضا ً؟
ذلك ان الخريشه شيخ بني صخر اقحطت دياره وقدم على محمد ابن سمير
فأكرمه غاية الأكرام ( رغم مابينهم من عداوة سابقه ).. وطلب منه الخريشه
النزول بأرضه فسمح له محمد بذلك .. , وقال الخريشه : وربعكم الشرقيين (
يقصد الروله)
قال ابن سمير : حنا وياكم عليهم!؟
وكان يشتغل عند ابن سمير قهوكي ( قهوجي) اسمه قريان الرويلي
ويسمعهم يوم يتفقون على قبيلته!؟
فقال للشيخ : ياطويل العمر انا عندي قصيدة؟ قاله : قلها.
قال قريان الرويلي :
يالله ياخــــلاق ليــل ونهـــارا ::: انت الكريم اللي بظلك سكنا
فغضب الخريشه من قصيدة قريان وقام من المجلس بعد ان وصفه بأنه خائن وليس
له امان .. وانه عدو قديم!؟
فأخذ محمد بن سمير السيف يريد قتل قريان لأهانته لضيفه!!
وانحاش قريان ودخل على الحريم بالمحرم .. !!
ولاذ ورى زوجة محمد بن سمير
الشيخة حربة الملحم .. الملقبه بالخطيبه!؟(2)
وهو يقول دخيلك يالخطيبه دخيلك!!؟
ويبي يذبحه محمد من وراها .. !؟
قالت الخطيبه : دخيلي ماتاخذه من وراي .. وكانك ولد ابن سمير انا بنت ابن ملحم؟!< ---- جاه سيل ٍ طغى على سيله..!!
وفكت دخيلها من محمد بن سمير... !!
وزعل الخريشه وطلع من المجلس لأن ابن سمير ماذبح قريان..!!
وهو طالع مع جماعته أغار على نياق ابن سمير .. !!
وكان جنب البل .. ولده راجح بن محمد بن سمير.. وهو فارس معروف لكنهم
واجد .. وقتلوه واخذوا البــل..!!
بنفس الوقت كانوا الروله غازين على ابن سمير ويوم وصلوا .. مالقوا البل
وشافوا راجح مذبوح ... !!
وسألوا الرعيان وخبروهم باللي صار!؟
وأخذتهم الحميه لبني عمهم رغم العداء اللي استمر عشرين سنه بينهم..!!
وانقهروا لقتل فارس مثل راجح ..!!
مع انهم هم اصلا ً جايين عشان ياخذونها ....!!!!!
ولحقوا الروله بالخريشا .. يبون ثار راجح..!!
وهم يرددون .. راجح ياخفيف الدم .. راجح ياخفيف الدم..!!
ولحقوه الروله وقتلوا الخريشا .. واللي معه ..!!
وعادوا بالأبل لأبن سمير ...!!
فتصالحوا وتصافوا بعد العداء الطويل..!!
وجيتكم منها سالم غانم وانا ذياب بن غانم!!
============================
1) كان الروله قد تصالحوا مع الدولة العثمانية ..بعد حروب بينهم وبينها ,
في زمن الدريعي بن شعلان الذي شكل حلفا ً الهدف منه انتزاع سورية من يد الخلافة العثمانيه.
2) الخطيبه : هي الشيخه حربة بنت فارس بن مزيد الملحم بنت شيخ قبيلة الحسنه من عنزة , كانت قد فتنت الناس بجمالها ..!!..مما سبب المتاعب لأهلها .. أذ انها كل مارفضت خطيب من شيوخ القبائل جرد جيشا ً وغزا عليهم .. يريد أخذها غصبا..!! .. ومن أكبر المعارك التي حدثت بسببها المعركه التي جرت بين والدها والباشا .. عندما رفضوا تزويجها له , وعلم بأنهم زفوها لمحمد بن سمير .. فأراد طردهم من سوريا وارجاعهم الى نجد , وجرد جيشا عظيما جدا لذلك .. ولكنهم هزموه وقتل الباشا في المعركه.
لقبها الناس بالخطيبه لأنها أول فتاة متعلمه في البادية وكان الأمر عجيب في ذلك الزمن ... بنت ومتعلمه !! .. ومزيونه .. كانت مسويه زحمه من قلب...!!
من الأبيات المشهوره البيت الذي كنا نسمعه في مضارب الباديه وهو :
يالله وانا طالبك حمرا هوا بالي ........ ليا روح الجيش طفاح جنايبها
والكثير لايعلمون لمن البيت او ماهي القصيده كامله ،
القصيده للشاعر (فراج ابن ريفه القرقاح)
جد الشاعر المعروف فلاح القرقاح ...
كان عليه دم لواحد من جماعته من قبيلة (عبيده) قحطان.
وجلى عن القبيله وانتظر (ابن شفلوت) يحل القضيه
بصفته شيخ قبايل عبيده لكي يعود لقبيلته في (طريب)
وكان قد جلى عند قبيلة (سبيع) وبعد مرور عشر سنوات
ارسل القصيده هذي اللي خلت الجميع يتحرك لها
وعلى راسهم ابن شفلوت وانتهت الدم الي عليه.. ويقول :
قال بن ريفه بدا في مرقـب عالـي
حل المراقيب تومـي بـه هبايبهـا
ما يدهله كون صافي الرش والوالي
ولا الولع يوم يفنك فـي عجايبهـا
هيضني الرجم وأنا مـن اول سالـي
لهم على القلب ديران شطيـت بهـا
يا مرقب جاك من الأمطـار همالـي
نصوب صيف من المنشي يهل بهـا
لهم علينا شـدوق الثفـن لا سالـي
وعطفة طريب الي زافـت جوانبهـا
لما غدا الفيض كنـه زرع عمالـي
سيله من القـدم للبطنـان ناهبهـا
كم مرة قـد نزلنـا عشبـه المالـي
ببيوتنا اللي وزا المجرم يلـوذ بهـا
نبنـي بيـوت بعـراف وجهـالـي
وأن جاء النذر من حفيف ما نرهبها
مشعان بن هذال شيخ مشايخ قبيلة عنزة , شاعر وفارس مشهور . . . أصيب مشعان بن هذال بالرمد وطال سقمه كما ذكره بأبياته تسعين ليلة . . . وفي أحد الأيام أغار على جماعة مشعان غزاة فصاح الصياح وأخذت فرس مشعان بالصهيل وهي مربوطة حتى كادت تقطع الحديد . . . ولما سمع صهيلها نهض من مكانه مسرعا ورفع الرباط عن عينه لكي يركبها ويلحق بجماعته ولكنه لشدة حماسه أصاب جروح عينه المربوطة لشدة نزعه للرباط وسال منها الدم ولم يتمكن من الرؤية فعاد إلى مكانه وهو يتحسر لجلوسه مع النساء وكأنه منهن وقال هذه الأبيات
نمر بن عدوان الصخري من بني صخر قبيلة عربية معروفة شاعر بدوي معروف ، شجاع ،
وكريـم ، وفــارس ، يعود اصله إلى عشائر
البلقا ، كـان له مكانته ، و احترامه بين القبائل روي انه أحب فتاة تدعى وضحىمن
عشيرة القضاة من بني صخر.... التي كان
يشهــد لها بالجمال والكرموالذكاء... حبها حباً جما. تزوجها وعاشت معه وفية مخلصة ، أنجبت له عدد
مـن الأولاد وكــان أكبـرهم عقاب .
كانت وضحى صاحبة مواقف عظيمة
في حيــاة زوجهـا ،عاشـا على التعاون والحب والمـودة والرحمة والإخلاص
بداية قصتنا اليوم تبدأ في ثاني أيام عيد الفطر ( السنة غير معروفة) ...
في ذاك المساء خرجت وضحى
لتحلب النـوق ،بـدلاً عـن زوجها ، الا أن النوق وخاصة أحداهن لا تقبل غير صاحبها نمر ، خطر ببال وضحى ان ترتدي ملابس زوجها وتقوم بالمهمة ، وفعلت !!
في هذة الأثناء ، وصل نمر للبيت ، واحس بحشرفة خارج البيت ، ظن انه ثعلب أو ذئب ، صوب بندقيته نحو الصوت و اطلق رصاصة عقبها صوت أنثى تئن !؟ ...
اقترب من مصدر الصوت ، فإذا هي وضحى !!
حدثته بصوت المودع عما كانت تفعل ، و أنها اردت أن تكفيه الحلب ،ثم تمتمت بكلام توديع للحبيب الغالي ، وماتت في احظانة.
انهار تماماً...
و حــزن عليهــا حـزنـاً شديداً كاد أن يقتله ، قيل انه كان
يُرى وهو يبكـي نهـاراً وكان يسمع صوت نحيبه ليلاً ... على فراق
حبيبته ورفيقة دربه...
ذات يوم وجد نفسه امام صديق طفولته ، الشيخ جديع بن
قبــلان الملحــم وهو من شيـوخ قبيلة عنزه ، أفضى له نمــر بحزنه
و ألمه ، ووحدته ، وغربته داخل نفسه ، كان يحاول أن ينفث همومه خارج قلبه .
لم يكن الشيخ جديع جاهلاًبحياته صديقة ، ويدرك الآن أن صديقة يتمزق من الآلم والحسرة
لذلك طرح عليه فكرة أن يتزوج ويبدلها بأخرى تأنس وحشته
و تغير عليه حياته وتهتم بصغاره .. ألا انه أبى بشده ..لم يتصور نمر امراءة أخرى تحل محل وضحى ، خصوصاً انه السبب في وفاتها..
حاول الشيخ جــديع ان يقنعه ويعدل من رأيه ، فعـرض عليه بنات قبيلته كلهن.
فرد عليه بقصيدة طويلة تحكي معاناته ، و آلمه ، ويصف فيها زوجته الحبيبة. وهذه هي قصيدته المشهـورة التي يعرفها الكثيرين ولكن يجهلون مناسبتها
يا جديع أنا قلبي من الوجد حارى// لا تلومني وتقول إن البكا عار
وسط الحشا ياجديع كن شب نارى// والموت عده طالب عندنا ثار
من دمع عيني كن غدينا سكارى// الله يجازي داير الدور غدار
وضحى شفاتي بين كل العذارى// ياشين يم عقاب ترحل عن الدار
سار القلم يا عقاب بالحبر سارى// بمزيزف القرطاس يا مهجتي سار
سار القلم لبو نهود صغارى// ياعين حر ينثر الريش لاطار
اكتب جواب مثل قطف الثمارى// من قيل ابن عدوان نضم لي اصطار
في ضامري كنه مواقيد ناري// يا نيرة النمرود تشبه لها النار
لكن ينهش بي غليث السعارى //والحال مني تقل يبراه نجار
علي وليف شفت منه الدمارى //غديت من فقده وحيد ومحتار
يا عقاب من فقده عيوني سهارى// لكن فيها ذر شب وجنزار
اهرف هريف الذيب ليل ونهارى//واعول عويل الخلج حنن علي حوار
علي عشير بالترايب توارى //وغديت مثل مدوة راح دوار
وحيات عازل غلسها والغتارى// الواحد اللي عالم سر الأسرار
ماقلتها كذب ولاهو قمارى// شفت الحبيب بغيبة النوم واندار
انا نضرته يوم طش الجمارى //يطوف با لكعبة وللبيت زوار
لو تجتمع سود المقانع جهارى //من نجد للبلقا اليادار سنجار
من البصرة الفيحا اليا قندهارى// لو تجتمع عفر البني دار مادار
لو جن بنات البدو صف تبارى //علي الحنايا دللن كل خوار
ولو جن بنات الحضر مثل المهارى //سطر الذهب برقابهن تقل نوار
لو جن بنات صليب فوق الشهارى// لمحلا بشفيهن دق الاوبار
ولو جن بنات الترك هن والنصارى //والهند واللي ساكن كل لامصار
ولو جن ضحي العيد وسط النهارى// وقالو لنا يانمر قم طب وختار
ماخذ سوى مضنون عيني خيارى// الجادل اللي فر قلبي معة طار
وحيات مجري فلكها له مسارى //منجي سفينة نوح من قب الابحار
لو تجتمع ياعقاب كل لعذارى //من غير وضحى مالك الله نختار
خلي حسين الدل عدل المسارى //راعي ثليل فوق الامتان نثار
عنق الغزال اللي تقود العفارى //قايد خشوف الريم في دو الاقفار
ياغصن موز تحته المي حارى //في وسط بستان دنت فيه الاثمار
فيها خصال من الفضايل كثارى// ومسايل فيها التفاكير تحتار
قلت اة واويلاة ذقت المرارى //من مي زقوم جرعتة لة امرار
من فقد مسلوب الحشا يوم سارى //غرو جبينة صاطع مثل الانوار
ياليتني لو ينرجع بالمثارى //دونة نبيع الروح والملح زجار
لكن جاة الموت مابة مدارى //أخذ عشيري واودع القلب محتار
ولولا ضلوعي فر قلبي وطارى// لكن ينشر ثومة القلب منشار
ريحة جسدها مثل ريح البهارى// وغر ثمان صويحبي تقل محار
من لامني بة ثور ولا حمارى //والثور النك قلت لة دور يندار
وصلاة ربي عد نبت القفارى// علي رسول اللي قهر كل جبار
وصلت القصيدة للشيخ جديع ، فرد بقصيدة أخرى ، مع هدية لنمر ، والهدية هي ابنته التي غير اسمها من شمى إلى وضحى على اسم فقيدة نمر ، ثم عقد قرانها على نمر بن عدوان ، الذي بدوره قبل الهدية ، واحسن تعاملها ومعاملتها ، واكرمها ، وهي من استطاع أن ترد نمر بن عدوان للحياة مرة أخرى .
ضرب لنا الشيخ جديع رحمـة الله عليه أورع مثال في التضيحة وبذل الغالي
في سبيل تخفيف الألم والحزن عن صديقة الغالي ، وهذه هي القصيدة
يانمر لاعود هذاك النهارى// الي غدا بصويحبك سر وجهار
مالوم دمعك لو تدفق انهارى// ولا الوم قلبك تالي الليل لو طار
اصبر علي تصريف رب القدارى //الحكم حكم الله ينفذ الياصار
يانمر بن عدوان يبن الأمارى// شكيت لي شكواك واعطيك الاشوار
خلك رجل يا القرم والعين تارى// يانمر ما للعبد حيلة بالقدار
واللة مالومك عيالك صغارى// وعلي الصحيب من الوفا تزعج اعبار
يانمر ياريف الضعوف الفقارى // دور بدال صويحبك ياذرى الجار
جبينها مثل الحرير يترارى// زوله صخيف وخدها تقل جمار
بنت الشيوخ معسفين المهارى // مثل القطامي ناض من كف صقار
خل البكا يامسندي والكدارى// واصبر ومثلك راعي العزم صبار
يانمر لوهي بطلب والمثارى //ملزوم دون اصويحبك نهدي الاعمار
لاشك ناقف دون ردة حيارى// امر الولي ينفذ على كل الابشار
البيض فيهن من بياض وحمارى // يزهن خلاخيل الذهب هي والاسوار
تلقا بهن جمال اوقارى// مادوجت بالسوق مع كل عطار
لا نالها مثلك يزيدافتخارى // تنسيك همك من حراير هل الكار
وانت الكسير اللي تدور الجبارى وانت المخير بين كاسر وجبار
احمل وجالك بالزمان اختبارى// اصبر علي المقسوم لياك تنهار
الحر عادتة يصيد الحبارى // والبوم ينغط ملبد بأوسط الغار
اقبل عزيز صاينة بالخدارى // ماخايلت بين الاخلة بالأنضار
سمي خلك عارف كل كارى // من المحصنات ناجبينة لك خيار
شمى عفيفة ضارية للمدارى // ماباح في غرتها كل غدار
خذها خزيزة يا السنافي قرارى // حلفت مانطلب من المهر دينار
ترثت اشيوخ ينطحون الوزارى // اهل سيوف ترمي الراس بتار
هاذا مرامي ونت عطنا الخبارى // ومن يبذل المجهود مادار الاعذار
ان كنت عابد ماتريد السمارى //عوض عليك الله للذنب غفار
وان كان عندك بلمعاوز عسارى //حمل ذلولك ولو تبي حمل قنطار
عيال (وايل) في جميع الديارى// من شرقي الغوطة اليا خشم سنار
نجمع دنانير الذهب والبكارى// كلة لبو سلطان بالموقف الحار
خليتها يانمر صيحت عزارى// ماغير وضحى من الغنادير ديار
واللي يلومك قلت كنة حمارى // ولا تقول تشبة مثل الاثوار
مالوم من ضيع عشيرة وغارى// كلن علي خلة لك الله يغتار
لاشك الوم اللي جداة ايتطارى //ماشاف من يشبة عشيرة ولادار
عوايد الممحل يدور الخضارى// اخير مايسكن علي دمنة الدار
هاذا جواب اللي تبرع وشارى //واللة علي يامسندي كل ماصار
لنا علي الجزلات يانمر كارى // حنا هل الشيمة وحنا هل الكار
حنا لك اللة مانهاب الخسارى // عز الصديق اللي علية الدهر جار
وصلو علي المبعوث دينة اجهارى // شفيع خلق الله عن واهج النار
******قصة المثل القائل (هذا بلا ابوك ياعقاب)******
حيث ان الشاعر نمر بن عدوان رزق ولد اسماه عقاب من زوجته وضحى
وقد تعود عقاب الذي بلغ من العمر خمس سنوات ان يأتي ((الحدج)) وهي ثمره
على شكل كره صغيره لنبتة ((الحنظل)) التي تعيش في الصحاري
بعدنزول المطر
ويقوم بدحرجتها من تحت خصر امه وهي تتكئ على الأرض فكانت ثمرة ((الحدج))
تمر من تحت الخصر المرتفع عن الأرض ويدل ذلك جمال الأم ورشاقتهاوعندما
فارقت امه الحياه وتزوج والده بأخرى حاول (عقاب) ان يمارس اللعبه نفسها
مع زوجة ابيه الجديده فاكتشف ان ثمة فرق بينها وبين امه (فالحدج) لايمر
بين خصرها والأرض فذهب الى والده واخبره ببراءة الأطفال بما جرى معه
فهزالأب رأسه في حسره وراح يردد (هذا بلا ابوك ياعقاب)وكأن الطفل بقصته
التي رواها لوالده لمس جرحا يعانيه والده
******فكتب نمر بن عدوان مرثيته المشهورة بزوجته وضحى******
البارحه يوم الخلايق نياما // بيحت من كثر البكا كل مكنون
قمت اتوجد وانثر الماء على ما// من موق عين دمعها كان مخزون
ولى ونة من سمعها مايناما// كني صويب بين الأضلاع مطعون
وإلا كما ونت كسير السلاما // خلوه ربعة للمعادين مديون
في ساعة قل الرجا والمحاما // في ما يطالع يومهم عنه يقفون
وإلا كما ونت راعبية حماما // غاد ذكرها والقوانيص يرمون
تسمع لها بين الجرايد حطاما// من نوحها تدعي المواليف يبكون
وإلا خلوج سايبة للهياما// على حوار ضايع في ضحى الكون
وإلا حوار نشقوله شماما // وهي تطالع يوم جروه بعيون
يردون مثله والظوامي سياما // ترزموا معها وقامو يحنون
وإلا رضيع جرعوه الفطاما // توفت امه قبل اربعينه يتمون
عليك يا شارب لكاس الحماما // صرف بتقدير من الله مأذون
جاه القضاء من بعد شهر الصياما // صافي الجبين بثاني العيد مدفون
كسوه من بيض الخرق ثوب خاما // وقاموا عليه من الترايب يهلون
راحوا بها حروة صلاة الاماما // عند الدفن قاموا لها الله يدعون
برضاه والجنة وحسن الختام // ودموع عيني فوق خدي يهلون
حطوه في قبر غطاه الهداما // في مهمة من عرب الامات مسكون
يا حفرة يسقي ثراك الغماما // مزن من الرحمة عليها يصبون
جعل البخري والنفل والخزاما// ينبت على قبر به العذب مدفون
مرحوم يالي ما مشي بالملاما // جيران بيته راح ما منه يشكون
يا وسع عذري وأن هجرت المناما// ورافقت من عقب العقل كل مجنون
أخذت أنا وياه سبعة اعواما// مع مثلهن في كيف مالها لون
والله كنة يا عرب صرف عاما// يا عونة الله صرف الأيام وشلون
وأكبر اهمومي من بزور يتاما // وإن شفتهم قدام وجهي يصيحون
وأن قلت لا تبكون قالوا علاما// نبكي ويبكي مثلنا كل محزون
أما قصة خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت
المقصود بها هو حنيف بن سعيدان المطيري
فهو أنه في أحد الأيام مر حنيف على أهالي حرمه مدينه مجاوره للمجمعه أميرها يدعى بأبن ماضي وكان يمشي في سوق حرمه
فصادف ناصر العبدالكريم من أهالي حرمه وعزمه للقهوه فوافق حنيف ولما أتى مجلس العبدالكريم ناصر وجده مليان من الحضور وكان أغلبهم أهالي حرمه فساق ناصر القهوه عليهم وكان في ذالك الوقت الرجل هو من يعمل القهوه وليست المرأه فتقهوو الحضور وكلا منهم
أنتهى من القهوه ألا حنيف مازال يرتشف الفنجال تلو الأخر
فقال ناصر العبدالكريم
خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت **** لو أن بطنه قربت(ن) كد ملاها
فأجابه حنيف قائلا
لاتحسبني من دلالك تقهويت*** ماتنقه الشراب من كثر ماها
قال ناصر
ياحنيف أنا في حمستي ماتدنيت **** والدله الصفراء نكثر مناها
فأجابه حنيف
وراك ماسويتها يوم سويت*** مثل العميم اللي يزين سواها
ناصر ألا مني على البيت سجيت*** يرخص حلاله ماحسب مشتراها
وبن عقيل اللي يهلي أذا جيت*** مشرع البيبان للي نصاها
قال ناصر
سبيتها يوم أنت للضلع لزيت***ضيافتك ياحنيف هذا جزاها
ودلال ربعك يوم بالزين ماريت***هم ربعنا قبلك طوال(ن) خطاها
فأجابه حنيف منهي الحاوره بينهما بهذه الأبيات
مانيتي سبت هل الجود والصيت*** والملعبه حنا نقوم سناها
ياموصي الحرمه على صكت البيت*** تقول ماهو فيه ونته وراها
ياناصر بحرمتك ويش سويت**** يوم المره تعسرت في ضناها
قالت له ألحق ياعشري تضنيت*** ومسس ولدها لين ينظف غثاها
علم الردى يظهر ولو به تتقيت*** علم(ن) وكاد ويشهدون أقصراها
ياخيبة أمك يوم قالت تمنيت*** ياخيبة أمك ياقطيعة نماها
أنتهت المحاوره ولم يزعل كلا من حنيف أو ناصر العبدالكريم بل بدت بعدها علاقه حافله بينهما ألا أن ماتا رحمهم الله جميعا وأسكنهم قسيح جناته
عاش هــلال بن فجحان الديحاني المطيري بالكويت معيشـــة الكفاف إذ كان لايجــد ما يطعم به الضيف واحيانا لا يجــد ما يســد رمقه هو وابنائه وهذا هو حال من عاش في الجزيرة العربية في العصور الســالفة وقبل إكتشــاف الذهب الأســود الذي انعم الله به على ابناء الجزيرة الأشاوس وحققوا بذلك التطور والنمو المظطرد ليلادنا العزيزه .
فكان هلال يتسبب في طلب الرزق له ولأبنائه ولضيوفه وعوانيه ,ومما اشــتهر عنه انه كان يجمع النوى ويبيعه ليطعم به الجائعين ويكســو العارين وينفق منه على كل محتاج وقد كان بطللنا هــلال رحمه الله تعالى يكثــر الدعاء والتضــرع الى الله وقد استجاب الله دعاه بارك في عمله ورزقــه لــؤلــؤة غاليــة الثمن في ما يجمع من كنــوز البحار وقد بولغ في ســـعرها وقيل لم يصتاد مثلها في تلك العصــور . وباعها بثمن مجــزيء ثم وبارك الله في عمله ثم اشـــترى ســفينة كبيرة لجلب البضائع من الهند الى الخليج العربي وكوّن تجارة لاباس بها حتى اصبح عنده خمــس ســـفن كبيرة تعمل على التبادل التجــاري بين دول الخليج والهند وشـــرق اســـياء .
ومما يذكر عنه انه لم ينسى الحال الذي كان فيه والنوى الذي كان يجمعه وكان يعلق في مجلســه القفة او الماعــون الذي كان يســـتخدمه لجمع النوى ,وذلك كي يتذكر الحال التي كان عليها وما انعم الله به عليه ويذكر انها كانت في مجلسه الفاخــر حتى توفي رحمه الله تعالى وجميع موتى المســلمين .
هلال الديحاني من اشــهر اعيان الكويت ورجالاتها وكان عزيزا على اميرها الذي كان من مقربيه , ولكن الحياة لابد لها من مكــدرات وحصـل لهلال ما يكـّدر صفــوه وهو رجــل عـزيـز النفس ومن قبيلة عزيزة فغادر الكويت الى دولــة البحرين الشــقيقه واســتقبله اميرها خير اســتقبال واحســـن وفادته .ولكن امير الكويت الشــيخ مبارك الصباح ارســل بطلب هــلال بالعودة لحرصــه عليه وعلى افراد شـــعبه وتحمل الرســـالة التي ارســلها الى هلال كلمات عذبــة تعبيرا خاصامما حدا بهلال الى العودة ولكن بعد نســـجه لقصيدة تشـــرح اســـباب نزوحه عن دولته الحبيبة الكويت وما لقي من حســـن اســتقبال من امراء البحرين وحســن ظــن امير الكويت به وقد صــاغ الرد ابن عمه المــلازم له عبدالله بن هــولان الديحاني .
وبدأت القصة يوم ماتت أمهم وتوهم صغار وقام والدهم جحيش بتربيتهم ورعايتهم ألين ما كبروا وقوى عودهم وكان لهم مثل ألام والأب يسهر الليالي على راحتهم ورعايتهم وفي النهار يسعى على شان يجلب لهم الزاد وكان في ذاك الوقت من الصعب الحصول على الطعام ألا بشق الأنفس فكان يترك عياله عند خوالهم أو الجيران وعند الأكل كان يحرم نفسه نصيبه أن كان الزاد شوي ويكتفي بشربه ماء وينام وهو جائع ومن حرصه على عياله أنه ما تزوج بعد أمهم لأنه خايف أنه تكون قاسيه عليهم وتكفل بالحنان والتربية لهم ومرت السنين والسنين وزوج العيال واحد ورأى الثاني وبعد كل إلي سواه لهم ما لقاء من عياله إلا الجحود والنقص بمعاملتهم له ولا عاد احد منهم يبي يخدمه أو يقضي له لزومه بعد ما حل عليه الشيب وكل هذا علشان زوجاتهم اللي أصبحن يتوذن من خدمته حتى كل واحد منهم صار يطرده من بيته ويصك الباب من دونه يوم شاف ها لطريقه وما جاء منهم قال ألقصيده المشهورة وبعدها راح يسكن بأحد الخربات ولا عاد يقوى على ألقومه والمشي وضعف سمعه وشوفه حتى توفاه الله .